يأتي الاهتمام بالزراعة في إطار السياسية العامة للسلطات وذلك بتوجيهات من فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني التي تؤكد ضرورة استغلال الأرض والاستفادة من خيراتها خاصة في ظل تفاقم الازمات الاقتصادية وعقب جائحة "كرونا" التي اجتاحت البلاد وضربت أطنابها في العالم بأسره
هذا وتعتبر منطقة آفطوط من بين أهم مناطق البلاد على الصعيد الزراعي حيث كانت تشكل خزانا للمنتجات الأساسية طيلة فترات التركيز على الزراعة البعلية (المطرية) وظلت تزود البلاد بالكثير من المحاصيل الزراعية مثل أصناف الذرة والفاصوليا والبطيخ والفول السوداني ...
وقد سمح لهذه المنطقة موقعها الاستراتيجي الذي يربط بلاد شنقيط بالأقاليم السودانية ذات الأهمية الزراعية مثل إقليم فوتا في السنغال وإقليم خاي في مالي أن تشكل قبلة للقوافل القادمة من غرب الصحراء وخاصة من مدن موريتانيا الشمالية العتيقة : وادان ، شنقيط، وتيشيت في وسط البلاد ولا أدل على ذلك من وجود أضرحة لشخصيات تعود لتلك المدن يذكر أحفادها أنها قدمت إلى منطقة آفطوط بحثا عن المحاصيل الزراعية وتعرضت لأمراض ناجمة عن اختلاف المناخ بسبب ارتفاع نسب كميات الأمطار في المنطقة خلافا لمناطقهم الصحراوية
ويعكس تعدد السدود في آفطوط تلك الأهمية الزراعية القديمة- الجديدة
،ويعتبر "سد لمحار" الواقع على الطريق الرابط بين بلدية الغائرة ومقاطعة باركيول ضمن دائرة بلدية "بو لحراث"، أهم هذه السدود بطول مساحته وجودة تربته
وقد تأسس منذ فترة قديمة تزامنت مع أول إقامة للمجموعة التي أسسته آنذاك.
أما تأسيسه الحديث و تطوير بنائه فيعود لسنة 1979 عندما بدأت الدولة الوطنية تهتم ببناء السدود وذلك بعد اكتشافها لأهمية الزراعة بعد الأزمة الاقتصادية التي عرفها العالم في السبعينات وبعد ما عرفته البلاد من تأثير سنوات الجفاف فكان بناء هذا السد في مقدمة السدود التي رأت الدولة أنها جديرة بالاهتمام .
إننا اليوم، إذ نشد على يد قيادة بلادنا في توجهها الرامي إلى حث الجميع على الانخراط في الحملة الزراعية للعام 2022- 2023 التي أعلنت عنها يوم 24 يوليو 2022 ، نطالب هذه القيادة بإعطاء العناية لهذا السد بما يتناسب مع أهميته لنجاح هذه الحملة وذلك من خلال:
- إقامة سياج على امتداد مساحته حماية له من المواشي والحيوانات.
- توفير بعض المعدات اللازمة للزراعة والوسائل الحديثة تسهيلا لعملية الفلاحة وتطويرا لنوعية المحاصيل.
وحينئذ لن يخيب ظن القيادة ولن تذهب جهودها سدى خاصة وأن السد قد غمره الماء هذه السنة أو بمنطق آخر وبلغة أهل لخيام قد دخل لله الحمد فهل سينال حظه هذه السنة من الاهتمام ؟ أم أنه سيبقى -كما كان - في حالته التي يرثى لها من الإهمال ؟