شكر وامتنان في رمضان

أربعاء, 2022-04-20 21:05

يطوف الذين كتب عليهم متابعة مرسوم أو مقرر أو أي شيء في حكمهما ببعض المحطات المفروضة من وظيفة عمومية وتشريع ومالية ورقابة وترقيم، وهذا مسار لا يمكن لمتعجل أن يسلكه لما فيه من بطء وتعب وضجر. وفي كل محطة عليك الإنصات لاستدراكات المسئول وتصحيحاته وأن تأخذها بعين الاعتبار. وإذا تجاوزت المحطة وأنت تحمل أخطاء أو أغلاطا، فسترجعك المحطة الموالية القهقري حتى تأتيهم بما يطلبون؛ وإلا لا خلاص لك من الدوران والتعقيبات المتلاحقة والتي تبقيك أياما وأنت تحمل الأوراق وتنسخها من حين لآخر.

هذا ما لديك وأنت تدخل إلى هذه الحلبة البيروقراطية المغلقة، لكن إن يسّر الله لك أن تقابل رجالا ونساء مثل هؤلاء الذين سأذكر بعد حين، فقد لحظك بالعناية والتيسير والتمكين. ودون الدخول في التفاصيل، أود أن أشكر السيد المدير العام للوظيفة العمومية الحالي السيد محمد سعيد ولد أبّ. هذا الشاب المتوقد والمنطلق، يستقبلك في مكتبه وينصت لك ويعرف أمرك، وقد تفحص أوراقك، ثم يومئ لك باسما أنه تفهم الأمر، ويوادعك بأدب وحسن تخلص. وفي الغد إذا أوراقك وقد ختمت وتسلمتها وأنت فرح بها ومستبشر.

وفي التشريع تلاقي هذا الصاحب والذي صار الآن المدير الإداري المساعد للأمانة العامة للحكومة (برهام)، فيقتطع وقتا ثمينا من عمله ليقوم بأعمال الاستشارة القانونية. فيأخذ النص وينقحه من كل شوائب ثم لما ينهي هذا، يأمرك بالانصراف، وأنه سيتصل عليك حين يفرغ منه المسئول.

وتواصل الدوران وكان هذا اليوم يوما مغبرا شديد الحرارة وأنت صائم، فتدلف إلى مديرية الرواتب والمعاشات متأبطا أوراقك، وتسأل عن المسئول والوقت ما بين الثالثة والرابعة. وحين تتخطى عتبة الباب، إذا السيدة المديرة تتأهب للمغادرة في شأن لها. وتأمرك بأن تضع الملف عند السكرتارية وأنه سيكون جاهزا في يوم أو يومين. لكنك تطلب من السيدة الفاضلة أن تنصت لك قليلا وأنك عانيت كثيرا في هذا المسار وأنك تريد إن كان بالإمكان أن تفرغ منه فيما بقي من اليوم، وقبل نهاية الدوام.وترد عليك أن الأمر لا يتعلق بها، فعلى رئيس المصلحة أن يرى النص ويؤشره. وفجأة، تشير عليك بالجلوس، وتهاتف المسئول الأدنى أن يلحق بها في مكتبها. وتأمره بأن ينظر في النص الذي أمامه. فيقرأه ويجيزه؛ ثم تعطي هي أيضا إجازتها للنص، وكل هذا في حدود ثلاثين دقيقة. فشكرا جزيلا وامتنانا عظيما لك يا (أطعين) لن أنسى هذا المعروف. وسمعت أنك قد تقاعدت، أتمنى أن لا يتقاعد ما كنت تقومين به من تسهيل وتقريب للإدارة من المواطن وحياك الله.

وأشكر السيد رئيس مصلحة الرواتب السابق يسمى أحمد وهو الذي استدعته السيدة الفاضلة (أطعين) في مكتبها. فلما رجعت له بعد ذلك في شأن آخر، سهله وتعهد بالقيام به، وقد أوفى بما وعد وبالصورة التي تمنيت عليه. فشكرا لك يا أحمد والشكر إلى كل الذين يسهلون ويخدمون في الإدارة بتواضع وكياسة وأدب وحياهم الله ورمضان مبارك. 
————————————

#شكرٌ_وامتنانٌ

#رَمضَان_1443

الكاتب الصحفي سيدأحمد أعْمَرْ محم