ومن ذكريات رمضان الخريف الذي تكلمنا عنه بالأمس-وكان يقابل أغسطس ٢٠١٠-سقوط ثور في بئر مهجور بقريتنا، ورغم أنها مسورة بالاسمنت والحديد، إلا أن قوة النطحة التي تلقاها من ثور آخر أدت إلى وقوع الثور سيء الحظ في قاع البئر. وكان السقوط بعيد العشاء، فتجمهر المتطوعون وبدأت عمليات الإنقاذ. وكانت قريتنا قد أهملت الآبار التقليدية، لما تزودت بشبكة لمياه الشرب في ٢٠٠٤.
وحضر مالك الثور الذي باشر تنسيق جهود انتشال الثور الضخم. والبئر غير عميقة في حدود ٨ إلى ٩ أمتار، وتطوع أحدهم للنزول إلى القاع وتمكن من ربط الثور بالحبال، وسحب الرجال الواقفون على الفوهة الثور، وتحمسوا كثيرا حين زغردت النسوة وكثرت صيحات التشجيع والاستثارة، لكن هذا للأسف لم ينقذ الثور، فارتد إلى الأسفل بعد أن كاد يلامس فتحة البئر بسبب عدم قدرتهم على توزيع حمله بين المنقذين.
واستأنفت من جديد عمليات الانقاذ بعد فشل المحاولة الأولى، لكن المتطوعين قد بلغ بهم الجهد والتعب وتأخر الليل إلى وسطه أو أكثر من ذلك، واقترح بعضهم ذبحه، إلا أن المالك رفض الأمر رفضا باتا. وتفرق المنقذون إلى الغد لمواصلة الجهود،وفي الصباح أشرفوا عليه فإذا هو قد نفق داخل البئر. وتفرقوا.
في اليوم الثاني أو الثالث بعد نفوق الثور، لم نستطع النوم وكذا كل الديار الواقعة في محاذاة البئر بسبب تحلل الثور في أسفل البئر. وطلبت المساعدة من نفس المتطوعين السابقين أو بعضهم لردم البئر ، لكن الاستجابة كانت ضعيفة وباهتة.
وأمام استحفال الرائحة وقوتها وخوفا من مما قد تسببه من ضرر، تعاقدت مع أحدهم أن يقوم إلى ردم البئر مقابل تسليمه ثلاثة آلاف أوقية خلسة ومن دون أن يطلع أحد على الأمر، فوافى البئر مع عربته ورطمه بالتراب حتى استوى إلى مستوى السطح، فسلمته المبلغ على شرطه مع كثير الشكر والامتنان، لأن أجرة الرطم كانت ستكون أكبر لو طبق صاحبنا المعايير المعروفة في مثل هذه الحالات.
—————————
#سقوط_ثور
#رَمضَان_1443
الكاتب الصحفي سيدأحمد أعْمَرْ محم