الأستاذ والوزير السابق سيدي محمد ولد محم يدون عن الهوية الوطنية

خميس, 2021-10-28 21:27

على تعدد محددات الهوية الوطنية لكل بلد وشعب، فإن الهويات الفرعية بأية دولة لا تشكل هوية وطنية جامعة مطلقا، والرهان على لغات تم وضع أبجديتها مطلع الثمانينات رهان فيه الكثير من المجازفة، فالهوية الوطنية تقوم على المشترك الجامع، وهو في حالتنا الدين والأرض والتاريخ وإرادة العيش المشترك حاضرا ومستقبلا، واللغة العربية التي كانت اللغة الجامعة لكل الموريتانيين، وكانت تكتب بها كل لهجاتنا الوطنية (يوم كانت لهجات) حتى تاريخ إنشاء المعهد الموريتاني للغات الوطنية، والذي اعتمد الحرف اللاتيني كأبجدية لهذه اللغات، وهو خيار سياسي لمجموعة محدودة جدا، ولا سند له من الواقع ولا التاريخ. 
في كل بلد هناك هويات فرعية عديدة، وهي بالمئات في بعض البلدان، تشكل روافد للهوية الوطنية الجامعة، لكنها لا يمكن أن تزاحمها أو تحل محلها ولا أن تكون بديلا عنها.
أما إعلان الإرتباط بالفرنسية في وقت بدأ الفرنسيون فيه بالتخلي عنها لصالح أكثر الخيارات براغماتية فمجازفة أكبر.