في معرض كلمة له أمام أعضاء المكتب التنفيذي لحزب الاتحاد من اجل الجمهورية، وتعليقا على التقارير التي قدمت خلال انعقاد دورته العادية الثانية والعشرين مساء الخميس، أكد رئيس حزب الاتحاد سيدي محمد ولد محم على العديد من القضايا الهامة ذات الارتباط المباشر بالترجمة الفعلية للمبادئ و الأسس والمرجعيات السياسية والاجتماعية التي انطلق منها الرئيس المؤسس لحزب الاتحاد رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز منذ الوهلة الأولى لإنشاء الحزب، مذكرا بالمكانة التي تحتلها الروح التطوعية كأحد مرتكزات العمل الحزبي في سبيل خدمة الوطن والمواطن بوفاء والتزام وإخلاص.
وقال الأستاذ سيدي محمد ولد محم في هذا المنحى: "إن العمل السياسي في الأصل قائم على أساس العمل الاجتماعي وخدمة الإنسان والمجتمع، غير أنه في بعض البلدان تم تناسي هذه الحقيقة نظرا لانعدام أجواء السلم والحرية والديمقراطية التي لا بد منها لقيام خدمة اجتماعية جادة ومفيدة، حيث تحولت الأنظار هناك إلى قيام نضالات مستميتة من أجل تحقيق تلك الظروف، وهو ما جعل الكثيرين يظنون أن العمل السياسي لا صلة له بالعمل الخيري وبتقديم الخدمات الاجتماعية لشعوبهم".
غير أننا ولله الحمد ـ يقول رئيس حزب الاتحاد ـ " في موريتانيا ننعم بظروف سياسية مثالية لممارسة العمل الحزبي ذي الطابع الخيري والاجتماعي الذي تكفل لنا القوانين القيام به، إذ لم يعد واردا من منظورنا في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الاقتصار على النضال السياسي من أجل حرية التعبير وغيرها من الحريات العامة لكون بلادنا تعد اليوم من أكثر بلدان العالم تقدما في هذا المجال، وبات التركيز على العمل الاجتماعي وخدمة المواطن في سبيل الرفع من مستوى عيشه وتخليصه من قبضة الجهل والتخلف والمرض شغلنا الشاغل بعيدا عن متاهات يستهوي الخوض فيها بعض الجهات السياسية التي تدعي النضال من أجل تحقيق مطالب أصبحت متجاوزة بحكم أننا في موريتانيا نعيشها واقعا لا يقبل المزايدة، لكونها تحققت بالفعل في ظل قيام دولة القانون وحقوق الإنسان والديمقراطية التعددية والحريات العامة، وهي حقائق تفرض على من يمارسون السياسة الانتقال بكل موضوعية إلى طور الخدمة الحقيقية للشعب والوطن، والبحث عن سبل التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية الجادة".