هذا مصطلح ذائع الصيت، ويكثر استخدامه حين الكلام عن جماعة أو أفراد من مجتمع ما أو دولة يعملون لصالح العدو، وسواء كان عملهم سريا أو علنيا أو أثناء الحرب أو السلم. لكن ما أصل هذا المصطلح وأي الثقافات نحتته؟
ينسب هذا المصطلح إلى أحد قواد الانقلاب العسكري في إسبانيا سنة 1936 حين تآمر ضباط للإطاحة بالنظام الجمهوري وإعادة النظام الملكي. أدى فشل المحاولة الانقلابية إلى دخول إسبانيا في أتون حرب أهلية استمرت لثلاث سنوات، انتهت بهزيمة وتشتيت التيار الأحمر أو الجمهوري، وانتصار القوات الوطنية المؤيدة للنظام الملكي.
الطابور الخامس عبارة جاءت على لسان قائد القوات الشمالية للتيار الوطني الداعم لعودة الملكية أميليو مولا في مؤتمر صحفي، حيث سئل أي الطوابير الأربعة من قواته سيدخل مدريد؟ فراوغ بالقول: إن دخول مدريد من مهام الطابور الخامس (Quinta Columna). عندها فهم أنه يعني الجماعات الموالية للملكية في مدريد. وأكثرت الصحافة من استخدام المصطلح فشاع وترجم إلى لغات العالم.
هذا عن الطابور الخامس لكن ما علاقة هذا بالحظ! هذه قصة أخرى.
ليست هناك علاقة واضحة، لكن للحظ دور في كل شيء تقريبا. فرانكو الذي قاد الجيش الإفريقي ودخل به إلى مدريد وتولى قيادة إسبانيا لما يقرب من أربعة عقود، لم يك في وارد أن ينعم بهذا لولا غياب شخصين آخرين وفي حادثين مشابهين. الأول منها سان خرخو الذي كان سيتولى القيادة العامة للقوات المنتفضة، وسافر من البرتغال إلى شمال المغرب، ليلة الانقلاب، ليتسلم القيادة فسقطت طائرته ومات. والثاني أميليو مولا صاحبنا الذي نحت مصطلح (الطابور الخامس) قائد المنطقة الشمالية، كان سيتولى القيادة العامة، لكنه توفي بعد سنة واحدة من اندلاع الحرب وفي حادث سقوط طائرة أيضا. وكما يقال ساعة الحظ لا تعوض، فخلت الطريق ممهدة ومعبدة لفرانكو ليحكم إسبانيا وبدون تنغيص أو مهارشة لما يقرب من أربعين عاما.
سيدأحمد ولد أعمر ولد محم
--------------------
الصورة لأميليو أمولا