دوّنت خلال السنوات الماضية تحت هاشتاغ #خللنا_الأخلاقي عن بعض الانحرافات والاختلالات المجتمعية والمهنيّة والتّديّنية. وهو ما أرجو أن أجد فرصة للعودة إليه هذه الأيام. ولكن قبل ذلك، وتعليقًا على رسالة صاحب إعمار الطينطان، يمكن القول إن السكوت على الاختلالات داخل المجتمع أو في قطاعاته المهنيّة، وانتظار من يتحدث عنها من خارجه لنتصدّى له، انتصارًا للوطن وللمهنة، وتسفيهاً لأصحاب ذلك التعميم المُخلّ، ليس هو أفضل الحلول.
هناك ضعف في الأمانة والثقة البينيّة في مجال المعاملات المالية لم يعد محصورًا ولا محدودًا، بكل أسف. شكاوى قادمة من الخليج، وحكايات تتردّد في إفريقيا والصين والولايات المتحدة الأمريكية، وغيرها.. أما مرويّات المهاجرين الموريتانيين أنفسهم عن ما يجدونه من نقص في الأمانة في محيطهم الاجتماعي الخاصّ فهي كثيرة وواسعة. وأعرف شخصيا حالات منها وصلت المحاكم (أطرافها من نفس الأسرة). ومع ذلك لا يتصدّى المصلحون الاجتماعيون والدعاة، ولا يتناولون بما فيه الكفاية، هذه الانحرافات الكبيرة التي تكاد تصل مرحلة الظاهرة.
نعم، في حديث المهندس تعميم غير منصف وغير دقيق ينبغي التنبيه إليه. ولكنه أيضاً تحدّث عن ممارسات باتت معروفة وواسعة الانتشار. وعلى من يريد الانتصار للمجتمع فعلاً أن يتحدث عنها كذلك، وأن ينبّه إلى خطرها، فذلك خير وأبقى للبلد وسمعته ومستقبله.
#خللنا_الأخلاقي