كشف مبعوثا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثنائي جاريد كوشنر مستشار الرئيس وصهره، ومبعوثه الدولي آفي بيركوفيتش، وهما يهوديان، المزيد من أسرار اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية، بزعم أنهما نجحا حيث فشل الكثيرون، ومشيرا إلى أهم الصعوبات التي واجهتهما لإخراج هذه الاتفاقيات إلى حيز التنفيذ على أرض الواقع.
وأضافا في مقابلة مطولة مع صحيفة (يسرائيل هايوم) أنّه “خلال اتصالاتنا مع القادة العرب عشنا أجواء فيلم إثارة هوليوود”، ويتذكر بيركوفيتش تجربته الأولى في السفر مع ترامب للسعودية، ومن هناك لإسرائيل في بداية عمل الإدارة قائلا: “بصفتي يهوديًا قادمًا للمملكة لأول مرة، كان الأمر مثيرًا ومميزًا بالنسبة لي، لأنها المرة الأولى التي سافرنا فيها مباشرة من السعودية إلى إسرائيل، وبشكل علني”.
وأشارا إلى أنه “بعد 4 سنوات، لم تعد الرحلات الجوية الإسرائيلية تعبر السعودية يوميًا فحسب، بل إن بيركوفيتش وكوشنير افتتحا رحلة أخرى من إسرائيل إلى دولة عربية أخرى وهي المغرب، والتقيا قبل أيام مع بنيامين نتنياهو وبيني غانتس وغابي أشكنازي، وفي اليوم التالي ذهبا إلى الرباط مع وفد إسرائيلي رفيع برئاسة رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مائير بن شبات، اليهودي المغربي، الذي استقبله الملك محمد السادس”.
ولفتا الأنظار إلى أن “الحديث الحميمي الذي خاطب به بن شبات ملك المغرب باللهجة المحلية لم يفهما منه كلمة واحدة، لكنهما فهما أنهما أمام خطاب سلام، لأنهما نجحا فيما أخفق فيه المبعوثون الأمريكيون خلال 26 عاما، ووجدا أنفسهما يلعبان دورًا حاسمًا بتشكيل السياسة الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، رغم عدم توفر خبرة دبلوماسية لهما”. وأوضحا أن “الاحتفالات التي شهدها مطارا بن غوريون والرباط، سوف تترك إرثا في المنطقة”.
وذكرا أنه “منذ اليوم الأول لدخولنا الإدارة الأمريكية، أبلغنا قادة الدول العربية أنهم يريدون صنع السلام مع إسرائيل، لكن الصعوبة تمثلت بإبراز ما سمعناه وراء الكواليس”.
كوشنر، الذي نشأ في أرستقراطية اليهود في ولاية نيويورك، يشكل العصر الذهبي الأمريكي الإسرائيلي في عهد ترامب، وبعيدا عن تصنيفه بين اليمين واليسار، لكن إسرائيل بالنسبة له فوق كل شيء قال :”كوني مؤيد جدًا لإسرائيل جعل تعييني سفيراً مسألة إشكالية”.
ويزعم كوشنير أن “خطوة نقل السفارة الأمريكية الى القدس المحتلة شكلت معركة كبيرة قاتلنا من أجلها، وأثارت الكثير من المعارضة من قبل الكثير من الأطراف، مع أن اللا مقبول واللا معقول يمكنه تحقيق الاختراقات التي يعتبرها الآخرون مستحيلة”.
أما بيركوفيتش فيزعم أن “القرار بشأن نقل سفارتنا الى القدس كان في غاية الأهمية والخطورة، قبل القرار، قيل لنا أننا، بصفتنا ليس لدينا خبرة سياسية، فإن هذا القرار سيضع المنطقة على طريق عنيف لا يمكن تصوره، وقد فعلنا ذلك بعناية مع مراعاة جميع المخاطر، شكلت لنا هذه الخطوة درسًا مهمًا، وشكلت توجها لتفكير جديد في السياسة الأمريكية لم يحدث منذ سنوات عديدة”.
وزعما أنه “بعد أربع سنوات، نشعر أننا أكثر إدارة أمريكية مؤيدة لإسرائيل يمكن تخيلها، وفي الوقت ذاته الأكثر دعمًا لحلفائنا وشركائنا في العالم العربي الإسلامي، عملنا بصبر لمدة ثلاث سنوات منذ بداية عمل الإدارة، وفي السنة الرابعة رأينا ثمار عملنا، من خلال إعلان صفقة القرن التي شكلت الخطة الأكثر تفصيلاً وواقعية لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي منذ عقود”.
وأشارا أن “فرصة تطبيع علاقات إسرائيل مع العديد من الدول العربية أكبر من أن نتجاهلها، لذلك علقنا خطة الضم في الضفة الغربية لصالح توقيع أربع اتفاقيات تطبيع، ونحن على اتصال مع دول عربية وإسلامية أخرى في هذه الآونة”.
(رأي اليوم)