
حذر النائب البرلماني ورئيس مبادرة "إيرا" بيرام الداه اعبيدي من "خطورة إجهاض الآمال المعلقة على أجواء الانفتاح وتجييرها لحسابات ومصالح ضيقة"، مؤكدا أنهم وشركاء الحلم الوطني الديمقراطي لا يمكن أن يرضوا بأقل من حوار حقيقي.
وأضاف ولد اعبيدي، أن هذا الحوار الحقيقي يجب أن يكون "غير (مطبوخ) في الدوائر المظلمة، ولا معدة نتائجه بعناية، حتى لا تخرج عن نمط المألوف الذي لم يزد على تكريس نظام الغبن والأحادية والتسلط والاستعباد والإفلات من العقاب".
كما حذر ولد اعبيدي من عمل جهات اتهمها بأنها "لا تريد الخير للبلاد، ولا تطمئن لموريتانيا العدل والإخاء والمساواة، وتستغل كل الفرص لعرقة أي مسار إيجابي، بما فيها الأوضاع والظروف التي فرضتها جائحة كورونا المستجد، لتمرير أجنداتها التدميرية، وزرع فخاخها الخطيرة".
وشدد ولد اعبيدي على أن ما يحتاجه وينتظره الوطن ويستحقه "ليس (إخراجا) لترتيبات أعدت سلفا، وإنما حوار وطني جامع أو مؤتمر وطني شامل، يعيد تأسيس العقد الاجتماعي للبلاد بما يضمن بناء دولة قانون وعدل حقيقية"، واصفا ما سوى ذلك بأنه "إضاعة وقت ستزيد الأوضاع تعقيدا وسيتحمل الضالعون فيها وحدهم ما سيترتب عليها من تقويض لحالة الهدوء المراهن على أفق مختلف عن المقاربات الكلاسيكية العتيقة التي أكل الدهر عليها وشرب".
واعتبر ولد اعبيدي في البيان الذي عنونه بـ"تنبيه للنظام الموريتاني وللطبقة والنخبة السياسية والحقوقية والرأي العام الموريتاني"، أنه "يمكن لكل متابع حصيف للمشهد السياسي الموريتاني المتحول والمترحل، تحول وترحل ساكنة هذه الأرض، والمتقلب تقلب أنظمتها السياسية ومناخها، أن يلحظ - دون كبير عناء - أن فرصة غير مسبوقة سنحت للنظام الجديد ليقطع بالبلاد خطوات على طريق غير الطريق الذي تسير فيه على غير هدى منذ عقود".
وأرجع ولد اعبيدي هذه الفرصة لاعتبارات عدة "ليس أقلها أهمية إدراك القوى المعارضة ذات التأثير الاجتماعي والشعبي والدبلوماسي خطورة الحال الذي وصلت له الأوضاع على مختلف الصّعُد، وخطورة المستقبل المنظور الذي ينتظر سفينة الوطن بكل من عليها إن ظلت جانحة تمخر الأمواج العاتية، وركابها يخرقونها من كل جهة، ويتشاجرون حول كل شيء بما فيه وجهة السير، وخارطة الطريق، ومرفأ الأمان المفروض أن يكون المستقر للجُموع المنهكة".
ورأى ولد اعبيدي أن هذا الشعور، المتقاسم على نطاق أوسع بين الفرقاء الوطنيين برغم تبايناتهم الطبيعية، وفر أرضية كان الجميع - وما زال - يعتبرها أفضل الأرضيات لإطلاق حوار وطني جدي وشامل، وبدون تابوهات ولا قوائم مستثنَيات.
واستدرك ولد اعبيدي قائلا: "لكن يبدو - وفق المتداول من معلومات دقيقة في أوساط مقربة من دوائر صنع القرار - أن هناك من يريد أن تجري الرياح بما لا يخدم توجه رئيس الجمهورية وأجواء ترجمة الهدوء السياسي الحذر في فعل وطني يخدم البلد ويخرجه من الحلقة المفرغة، وذلك من خلال "إعداد تصورات ضيقة الأفق ومفصلة على مقاسات ذات مصالح جزئية"، وضمن ترتيبات يلفها الغموض بعيدة كل البعد عن حالة التشاور والانفتاح التي يبشر بها حكم الرئيس الحالي، وينتظر عديدون - وعلى رأسهم تيارنا (حزب الرك وحركة إيرا)- تحولها من حال الجزئية والشعاراتية إلى أفق الجدية والبرنامج العملي".