جلَّل بيروت- الاميرة ثوب الحداد.
احترق قلب “الأميرة” على ابنائها وضيوفها الذين التهمهم حريق مخازن المتفجرات.. لكنها لم تبكِ ولم تتفجع، بل اندفع اهلها الذين كانوا دائماً اهلها إلى انقاذ الجرحى وحمل الضحايا إلى سيارات الاسعاف.
لم يقف أي انسان فيها موقف المتفرج.. والبكاء مرجأ إلى ما بعد حصر الضحايا، شهداء وجرحى بعضهم في طور النزاع امام ابواب المستشفيات.
لم يسأل الاخر عن دينه او مذهبه او مسقط رأسه. الكل في مصيبة واحدة. الجرح يوحد، والمأساة تجمع، ولا يبقى الا الانسان. نزلت “الدولة” بقضها وقضيضها إلى المرفأ. حال المسؤولون بين اجداث الضحايا. نطقوا ببعض عبارات الأسف. ترحموا على الشهداء تأكدوا من أن المستشفيات قد امتلأت اسرتها عن آخرها. بعضهم وقف امام الصحافيين ليطلق تصريحا حزينا، والبعض حافظ على صمت الوقار.
توعد رئيس الجمهورية، بعد جولة على انقاض المرفأ، “بمحاسبة المسؤولين” عن الكارثة.. وهم معروفون مجهولون ثم تلاه رئيس الحكومة فقرأ الفاتحة على الضحايا، متخليا عن مشط التسريحة ولو إلى حين..
وقفز نائب حالي ووزير سابق من فوق هذه الكارثة ليعلن تقديم استقالته من النيابة، على الهواء، استباقاً لما قد يصدر عن المحكمة الدولية من احكام بحق الجناة الذين اغتالوا الرئيس الشهيد رفيق الحريري..
هو الموت قتلاً.. فلتكن فرصة للتذكير بما كان في سابق العصر والاوان خصوصاً في الغرف المغلقة..
لم يعد مهماً ما كان.. يهمنا ما سوف يكون!
رحم الله الشهداء، من سبق منهم ومن لحق بالسابقين!
طلال سلمان رئيس تحرير صحيفة السفير