لم نعد نثق بكم، لم نعد نصدقكم، لم نعد نؤمن بإنسانيتكم! خدعنا ساستكم، خدعنا إعلامكم، خدعنا مفكروكم، خدعنا علماؤكم، خدعنا أطباؤكم، خدعنا صيادلتكم!
كلكم، كلكم كذبتم علينا، كلكم قتلتم الإنسان في داخلنا..كلكم بلا استثناء!
حضارتكم خدعة، تقدمكم محض افتراء! فُتِنَّا بكم فَحَشَوْتُم ُرؤوسنا بزيف تاريخنا، بضآلة حضارتنا، بالتشكيك في عقيدتنا!
فيروس مجهري، ربما تخلق في مخابركم، كشف عوراتكم أمام شعوبكم و أمام شعوب العالم المنومة بشعارات الرفاه المصطنع، و بمجتمع ما بعد الحداثة، و مجتمع الذكاء الاصطناعي!
لم نعد نصدق أنكم وصلتم يوما للقمر، لم نعد نصدق غزوكم للكواكب البعيدة، لم نعد نصدق أقماركم التي تسطيع أن ترى نملة سوداء في غرفة مظلمة، و لا أجهزة رصدكم التي تسمع نبضات قلوبنا في صحارانا و أدغالنا النائية!
انفضح ساستكم وهم يروجون، في أعرق بلدانكم، لنظرية الانتقاء الطبيعي الفج!
انفضح اتحادكم الكرتوني و قد وقف عاجزا عن نجدة أقرب ذوي القربى!
و ستكون فضيحتكم أعظم و وحشيتكم أفظع عندما يكتشف العالم أنكم تؤجلون علاج هذا الفيروس المدمر من أجل التربح من مآسى شعوبكم و من بقية شعوب العالم!!
بارت تجارتكم! أفلست ديموقراطيتكم! سقطت القيم التي صممتم بها أذان العالم: حقوق الإنسان، المساواة، حقوق الحيوان..!!
برهنتم لشعوب العالم أن الفعل الوحيد الذي تتقنه حضارتكم هو القتل: قتل الأنفس و قتل الأمل!
و إن تكن لهذه الجائحة من حسنة فأنها عَرَّتْكُمْ أمام شعوبكم و أمام شعوب العالم؛ فلن يصدقكم بعد اليوم أحد، لن يثق فيكم بعد اليوم أحد!
و سينتصر الإنسان، إنسان ما بعد هذه الجائحة، سيتحرر من عبوديتكم، سيبني مستقبلا أسعد على هذا الكوكب بعد أن يطهره من صلفكم و كفركم و تسلطكم و عدوانيتكم!
و ستعلو راية الحق لا إله إلا هو، مالك الملك لا شريك له.