بعد عقدين من التدخل الأمريكي بالعراق وأفغانستان، نقف اليوم أمام حقيقة مؤسفة وهي أن هذا التدخل رغم ماعابه من عيوب سياسية وقانونية لم يحقق أمنا ولا تنمية في أي من البلدين، وظلت المطالب تتصاعد محليا ودوليا بضرورة إنهائه، ويجد الأمريكيون اليوم أنفسهم مرغمين على الجلوس مع حركة طالبان بنِدية نادرة، ليس إذعانا لوعد انتخابي من الرئيس الامريكي بإعادة الجنود الأمريكيين من أفغانستان بل بضغط من واقع مرير على الأرض عجزت فيه الولايات المتحدة عن تحقيق أي نصر عسكري أو منجز تنموي.
وفي العراق يجد الأمريكيون أنفسهم أمام واقع مُر حيث لم يثمر تدخلهم أكثر من هيمنة إيرانية مطلقة على العراق وسوريا، وتبخر الوعد بالديمقراطية والتنمية والاستقرار في المنطقة كما تبخرت دعاوى أسلحة الدمار الشامل بالعراق والتي شكلت أكبر ذريعة لهذا التدخل.
أما الدرس الذين علينا استخلاصه والذي لا مراء فيه، هو أن الشعوب وحدها هي ضامن تنميتها وأمنها واستقراره،ا وأن التدخل الأجنبي لن يحقق غير مزيد من العنف وعدم الاستقرار والتخلف.