عندما عقد بيرام ولد الداه ولد اعبيد وعبد السلام ولد حرمه اتفاقا ترشح بموجبه بيرام من حزب الصواب وتمكن بواسطته عبد السلام من دخول الجمعية الوطنية بأصوات مناصري بيرام ، كتبت تدوينة حول الإتفاق عنونتها ب "زواج المتعة السياسي" وبينت فيها أن جميع الدلائل توحي بأن الاتفاق محكوم عليه بالفشل لأن طرفيه لا يسعيان إلا إلى تحقيق هدف آني واحد - الترشح من حزب قومي عربي في مسعى واضح لمحو ما علق به جراء الهجوم المتكرر على المكونة العربية من سكان البلد بالنسبة لبيرام ، و ضمان الحصول على مقعد برلماني عز الحصول عليه بالنسبة لعبد السلام ولد حرمه ، هذا بالإضافة إلى تحقيق هدف دعائي غير مباشر لكل منهما وهو بالنسبة لبيرام ترك الانطباع بأنه ليس مسعود ولد بلخير وحده من يستطيع اجتذاب وقيادة "البيظان" من القوميين العرب ، وبالنسبة لولد حرمة فإنه سيظهر بهذا "الحلف" وقد حصل على مثل أو أكثر مما حصل عليه الناصريون - الأنداد التقليديون للبعثيين - حين ضموا "مسعود" عندما حظر حزبه فحصلوا على ما حصلوا عليه معنويا وسياسيا وانتخابيا..
بعد نشري للتدوينة انهال علي بعض المعلقين مستغربين تحليلي هذا بل واستهجنه بعضهم مؤكدين أن هذه فرصة تاريخية ليعود بيرام إلى الرشد و"الصواب" وأن رئيس حزب الصواب س"يروض" بيرام ويعيده إلى "الحظيرة"...
اليوم وبعد ما سمعناه من "بيرام" في جنيف وسلسلة المقاطع الصوتية التي تلت ذلك ، وفي الظل الصمت المريب من قادة "الصواب" والذي لا يوحي بأقل من عجزهم - حتى لا أقول خوفهم - من اتخاذ موقف واضح من تصريحات "نائبهم" ...أتساءل أي من السيدين روٌض الآخر ؟!؟!