ذهبت ظهر اليوم السبت، 22-6-2019، إلى مركز الاقتراع للانتخابات الرئاسية في مقر السفارة الموريتانية في أبوظبي، واقترعتُ بكامل إرادتي، وبضمير وطني مرتاح، وعلّمت بخط واضح بالقلم بحرف "ب" (وهذه الباء اختصار للبسملة)، وكتبتها بيدي اليمنى على خانة المرشح الذي أعتقد أن في انتخابه رئيساً للجمهورية مصلحة للشعب الموريتاني، ولذلك اتخذت القرار بالتصويت على المرشح محمد ولد الشيخ محمد الغزواني، عن اقتناع واعتزاز، لأنني أرى أنه هو رجل المرحلة، ومرشح الوطن كله، وهو الأمل اليوم في الإقلاع بموريتانيا الجديدة السعيدة على دروب التنمية والاستقرار والإعمار والازدهار، بإذن الله.
وأنا على يقين بأن قراري واختياري هذا هو الأفضل من أجل مستقبل الوطن، ولمصلحة أبناء شعبه الكريم كافة. وبنيتُ هذا الحكم على قراءة في خطاب هذا المرشح وبرنامجه الانتخابي وسيرته ومسيرته المهنية والوطنية. كما حكمتُ له أيضاً من تساميه عن الأخذ بطرف من "محارم اللسان" رغم تجاسر وتهاتر منابر سجالات الحملة المحمومة لدى بعض المرشحين الآخرين. وفي ذلك يحسب له ترفّعه عن مراطنة السفهاء، أو الرد على الغوغاء والمتحاملين. ويُحكم للرجل بالنبل وتوازن الشخصية في مثل هذه المواقف عادة من تعفّفه عن نقائص الكلام. وبلاغة صمته، وحسن سمْته. وعلى منابر الحملة حكمتُ لهذا المرشح أيضاً من فصاحة لسانه وحسن بيانه، ورصانة طرحه ورزانة كلامه. ما شاء الله. والألسن مغارف يُغرف بها مما في العقول والصدور. وقديماً قيل: تحدّث لأراك. كما حكمت له أيضاً من واقعية برنامجه الانتخابي، حيث عرض برامج اقتصادية واجتماعية واضحة ومدروسة وقابلة للتنفيذ بالإمكانيات المتاحة بلغة الأرقام الموثقة وقواعد البيانات المدققة، وفي الأفق الزمني المحدد سلفاً لفترة الولاية الرئاسية المحددة والمعروفة بما يغني عن الاستطراد.
هذا، بالمختصر المفيد، ما بنيتُ عليه قراري واختياري في التصويت لمرشح الإجماع الوطني، وغير هذا لا أعرف الرجل بصفة شخصية، ولم ألتقه في حياتي، ولم أرَه سوى مرة واحدة أثناء سفر في صيف 2012 بالخطوط الجوية التونسية. وإن كنت أيضاً أعرف بعض أقاربه وعشيرته. وأنعم بهم وأكرم، فقد اجتمع فيهم كثير مما تفرق في غيرهم من الناس من مكارم السجايا والأخلاق.
وهكذا ذهبت مقتنعاً، للإدلاء بصوتي لصالح مرشح الإجماع الوطني، وفعلت ذلك بقناعة راسخة وضمير مرتاح، وصورتُ بطاقة اقتراعي بالهاتف بعد وضع حرف الباء في خانة هذا المرشح، واحتراماً لسِرية العملية الانتخابية لم أنشر هذه الصورة، ولن أفعل ذلك قبل صدور نتائج الانتخابات الرئاسية النهائية. وأنا بهذا أرجو أن أكون قد أدّيت جزءاً بسيطاً من واجبي الانتخابي.
وإنني في اختياري للمرشح محمد ولد الشيخ محمد أحمد الغزواني أتوقع أن يكون اداؤه في مأموريته الرئاسية فوق كل التوقعات والتطلعات، وأن تكون قصة نجاح وصعود موريتانيا في عهده مشروعاً مشرقاً ومشوّقاً، وقصة لها ما بعدها.. وأن يكون تفاؤلنا بعهده فجراً صادقاً جديداً سعيداً، وأن يتكشّف عن قصة باهرة تلهب الحماس وتلهم الأنفاس خلال السنوات المقبلة.
إنني لا أبحث عن خلاص فردي، ولا أريد نقيراً ولا قطميراً، ولا ألتمس من أي مرشح أو رئيس جزاءً ولا شكوراً. ولا أرضى لنفسي مقايضة موقف وطني بمصلحة شخصية، أو بيع ضمير أو فساد ذمة، أو تملقاً واسترزاقاً بفم أو قلم. بل إن كل ما ألتمس من المرشح الذي صوتّ له أن ينسى منذ لحظة فوزه سجالات واستقطابات الحملة، ويصير رئيساً لكل الموريتانيين. وأن يستوصي خاصة بفقراء موريتانيا خيراً، وأن يعرف أن فيها مئات الآلاف من الأسر المتعففة التي تبيت على الطوى وتظله.. ومئات الآلاف من الفقراء المعدِمين، وأن يراعيَهم ويضعهم على رأس اهتماماته ويوفر لهم سبل الحياة الكريمة، ويكبح عنهم جشع بعض التجار والمفسدين، ويكف عنهم ضرر بعض الموظفين العموميين المتسلطين على الخَلق، والذين لم يُقسم لهم من الرفق وحسن الخُلق.. وأن يخصص دعماً خاصاً لأسعار المواد الغذائية الأساسية التي عليها قوام معاش الشرائح الأكثر هشاشة، ويضع برامج تحت إشراف حازم لمساعدة عديمي الدخل وفاقدي السند والمتسوّلين وأصحاب الاحتياجات الخاصة والأرامل واليتامى والمرضى والمُسنين. وأن يعتبر لحظة المسؤولية لحظة تكليف لا لحظة تشريف. وأن يعرف أن في بلادنا عشرات الآلاف من الشباب المؤهلين الذين لا يجدون فرص عمل، ويمضي آلافٌ منهم أزهى سنوات أعمارهم وهم ينظّفون أظافرهم بصمت.
ويعرف أننا كشعب محدود الموارد واسع التطلعات نريد رئيساً عبقرياً، رئيساً غير عادي.. رئيساً ذا خيال سياسي، وصاحب رأي وعزيمة وإرادة، قريباً من الشعب، يحس بنبضه وكافة مشاغله ومشاكله.. نريد رئاسة أفقية تحس بهمومنا وتطلعاتنا.. لا رئاسة عمودية تنظر إلى همومنا وتطلعاتنا من أبراج بعيدة عاجية.. نريد رئيساً يكون رجل أفعال وأقوال، إنْ وعد أوفى، وإنْ حدَّث صدق، وإن أمسك أيضاً دفة القيادة انطلق في ميادين التنمية والإعمار والازدهار. وهذه كلها صفات وسجايا ومؤهلات نتوسمها في مرشح الإجماع الوطني، ونرجو أن نراها متحققة على أرض الواقع في القريب العاجل، إن شاء الله.
الأستاذ والصحفي البارز الحسن ولد إحريمو