اعتبر سياسيون ومسؤولون مصريون سابقون أن وفاة محمد مرسي (67 عاما)، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيًا في مصر، هي “حالة قتل” و”استهداف” للثورة المصرية.
جاء ذلك في ندوة عقدها، السبت، مركز “حريات للدراسات السياسية والاستراتيجية” (غير حكومي)، في مدينة إسطنبول التركية، بمشاركة محللين سياسيين وساسة أتراك ومصريين وعرب، بعنوان “الرئيس محمد مرسي.. وداعًا شهيد الإرادة الشعبية”.
وقال محمود حسين، الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين (مقيم بالخارج)، إن “قتل الرئيس مرسي لم يكن قرارًا محليًا وإنما دوليًا”.
وأثيرت شكوك كثيرة بشأن ملابسات وفاة مرسي، الإثنين، من جانب سياسيين وبرلمانيين وحقوقيين ومفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة؛ حيث اعتبرها البعض “قتلا متعمدا” عبر الإهمال الطبي، وطالبوا بتحقيق دولي.
ورفضت القاهرة تلك الاتهامات، معتبرة أنها “لا تستند إلى أي دليل”، و”قائمة على أكاذيب ودوافع سياسية”.
وأضاف حسين أن مرسي “شهيد ورجل قوي ومحب لمصر وللعالم الإسلامي، ولم يُقتل في عهده مواطن بإذن منه، ولم يُعتقل أحد في زمنه، وبقي ثابتًا حتى آخر أيام حياته”.
وقال الكاتب المصري، المستشار الإعلامي لحزب “البناء والتنمية” (الذراع السياسية للجماعة الإسلامية)، خالد الشريف، إن “مقتل مرسي هو استهداف للثورة المصرية”.
وأطاحت ثورة شعبية في 2011 بالرئيس المصري آنذاك، حسني مبارك (1981: 2011)، وفاز مرسي بأول انتخابات رئاسية أجريت بعدها.
فيما قال المحلل السياسي التركي، حمزة تكين، إن “الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أول من أطلق وصف شهيد على مرسي”.
وتابع أن “الرئيس أرودغان تعهد بحمل ملف مرسي على كتفه إلى العالمية، فيما لم يختلف موقف المعارضة التركية من القضية عن موقف الحزب الحاكم (العدالة والتنمية)”.
وأعرب الرئيس أردوغان، الخميس، عن أمله في أن تفتح الأمم المتحدة تحقيقًا حول وفاة مرسي، التي وصفها بـ”المشبوهة”.
وتابع أردوغان: “لن نسكت إزاء وفاة رئيس انتخبه الشعب المصري بنسبة 52 بالمئة، حتى وإن لزم الصمت أولئك الذين يعملون على تلقيننا دروسًا في الحق والقانون والحرية”.
وقال وزير الإعلام الأسبق في حكومة مرسي، صلاح عبد المقصود، خلال الندوة، إن “مرسي كان مستهدفًا منذ اليوم الأول لترشحه للرئاسة من قبل القوى الإقليمية والمحلية والدولية”.
وأشاد عبد المقصود بـ”الدور التركي في تقديم التسهيلات والدعم المالي والمعنوي والمساعدات لحكومة مرسي منذ توليها الحكم (2012: 2013)”.
فيما أثنى رئيس هيئة علماء فلسطين في الخارج، نواف تكروري، على دور مرسي في دعم القضية الفلسطينية.
وتوفي مرسي أثناء إحدى الجلسات خلال محاكمته في قضية “التخابر مع حركة حماس”، وكان سجينا منذ الإطاحة به، صيف 2013، بعد سنة واحدة قضاها في الحكم.