بعد نحو اسابيع من إرسال امريكا قوة عسكرية إلى الشرق الأوسط ردا "على التحذيرات المثيرة للقلق والمتصاعدة"، بحسب بيان الإدارة الأميركية والتي سربت عبر الموساد الاسرائيلي بحسب وسائل الاعلام الاسرائيلية.
وقال جون بولتون مستشار الأمن القومي الأميركي إن الولايات المتحدة سترسل مجموعة حاملة طائرات وقوة من القاذفات إلى منطقة الشرق الأوسط كي تبعث برسالة واضحة لإيران مفادها أن أي هجوم على مصالح الولايات المتحدة أو حلفائها سيقابل "بقوة شديدة".
وكانت الولايات المتحدة قد أرسلت سربين من مقاتلات F-35A لدولة الإمارات في نيسان/أبريل الماضي، حيث أجرت هذه الطائرات أول هجوم لها على أهداف لداعش في العراق.
وبعد ذلك باسابيع وبعد ازدياد التوتر بين طهران وواشنطن ارسلت امريكا مجموعة لينكولن البحرية الضاربة، والتي تتكون من حاملة طائرات "يو إس إس ابراهام لينكون"، وسفينة "يو إس إس ليتي غولف"، وسفينة "يو إس إس باينبريدج"، وسفينة "يو إس إس نيتز"، والفرقاطة الإسبانية "منديز نونيز".
وتتكون عادة التشكيلات البحرية الضاربة من حاملة طائرات، وطراد واحد على الأقل، وسرب لا يقل عن مدمرتين أو فرقاطتين، وقوة جوية قوامها من 65 إلى 70 طائرة بين مقاتلات وقاصفات، ويعمل على هذا التشكيل نحو 7500 فرد.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تشمل المجموعة غواصة نووية أو اثنتين من الغواصات النووية المزودة بصواريخ "توماهوك" المجنحة.
وقال الرئيس دونالد ترامب إنه سيرى ما يحدث مع إيران، مضيفا أن طهران إذا أقدمت على أي شيء فسيكون ذلك خطأ كبيرا.
وجاء تصريحات ترامب خلال لقائه برئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان في البيت الأبيض، وسط ارتفاع حدة التوتر بين واشنطن وطهران.
ويجري مسؤولون أميركيون محادثات حول إيران مع حلفاء أوروبيين في بروكسل حيث شاطر وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو معلومات استخبارية حول "مؤامرات" صادرة عن إيران، حسب تصريحات للممثل الأميركي الخاص بإيران براين هوك.
وقال هوك إن واشنطن لن تفرق بين إيران ووكلائها وذلك غداة تعرض أربع سفن تجارية لأعمال تخريبية في المياه الإقليمية الإماراتية قرب الفجيرة.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذا الحادث حتى الآن.
وقال ترامب إنه سيلتقي الرئيسين الروسي والصيني في قمة دول الـ20 في اليابان الشهر المقبل.
في المقابل نفى الرئيس الأمريكي صحة تقارير حول نية الإدارة الأمريكية إرسال 120 ألف عسكري إلى الشرق الأوسط لمواجهة إيران.
وقال ترامب في حديث للصحفيين في البيت الأبيض، اليوم الثلاثاء: "أعتقد أن هذه أخبار كاذبة... نحن لم نخطط لذلك بعد، وآمل ألا نضطر للتخطيط لذلك. وفي حال قمنا بذلك سنرسل قوة أكبر بكثير".
وجاء ذلك تعليقا على مقال لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أفادت فيه نقلا عن مسؤولين في البيت الأبيض، لم تذكر أسماءهم، بأن البنتاغون يعد خطة لإرسال 120 ألف عسكري أمريكي إلى منطقة الشرق الأوسط، للتصدي لـ "محاولات محتملة" من قبل إيران لمهاجمة القوات الأمريكية في المنطقة.
وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة وإيران تبادلتا التحذيرات في الفترة الأخيرة. وقالت واشنطن إن قيام طهران بأي خطوات ضد مصالحها في المنطقة سيكون "خطأ فادحا".
وفي ذات السياق اعلنت إسبانيا أن قرار سحب فرقاطة "F-104" (منديز نونيز إف) من المجموعة البحرية القتالية بقيادة حاملة الطائرات الأمريكية أبراهام لنكولن، جاء بسبب تغيير واشنطن لمهمة الحاملة الأصلية.
وقالت مارغاريتا روبليس، القائمة بأعمال وزير الدفاع الإسباني: "نحترم هذا القرار (الأمريكي)، وعندما تعود (حاملة الطائرات) إلى ما تم التخطيط له مع البحرية الإسبانية، فإننا سنستأنف (الوضع) الطبيعي".
ووفقا لروبليس، فإن قرار سحب الفرقاطة من المجموعة المسلحة لم يكن بإملاءات ذات دوافع سياسية.
وفي الوقت نفسه، قال وزير الخارجية الإسباني، خوسيب بوريل، إنه لا يجدر إيلاء أهمية جدية لقرار مدريد، موضحا أن إسبانيا بحثت مع الولايات المتحدة جميع تداعيات خطوتها على العلاقة مع واشنطن.
اما رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، فقد اكد أن اسرائيل تتوحد مع الكثير من العرب والمسلمين لصد ما وصفه بـ "العدوان الإيراني" وتدخلات طهران في المنطقة.
وأشار نتنياهو، خلال احتفالية أقيمت في القدس بحضور السفير الأمريكي لدى تل أبيب، ديفيد فريدمان، للاحتفال بمرور عام على نقل السفارة الأمريكية، والإعلان عن نقل مقر إقامة السفير الأمريكي إليها، أشار إلى أن "هناك ازدهارا جديدا ونهضة جديدة للعلاقات بيننا وبين الكثير من جيراننا العرب ودول إسلامية غير عربية كثيرة".
وقال نتنياهو: "نحن موحدون في الرغبة لصد العدوان الإيراني".
وأضاف نتنياهو أنه "يجب على دولة إسرائيل وجميع دول المنطقة وجميع الدول التي تريد إحلال السلام في العالم أن تقف معا إلى جانب الولايات المتحدة ضد العدوان الإيراني".
وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي على ضرورة الاستمرار في تعزيز قوة "إسرائيل وتحالفها المهم مع أمريكا".
وكان المرجع الأعلى الإيراني، علي خامنئي، اكد أن الحرب مع أمريكا لن تقع، وأن المقاومة هي الخيار النهائي للشعب الإيراني، مشددا على رفض التفاوض مع إدارة واشنطن.
وقال خامنئي، خلال استقباله كبار المسؤولين الايرانيين، إن "خيار إيران النهائي هو مقاومة الضغوط الأمريكية"، مؤكدا على أن "الحرب الحالية حرب إرادات وإيران ستنتصر في هذه المواجهة".
وشدد المرشد الإيراني الأعلى على أن "إيران لا تسعى إلى الحرب، أومريكا كذلك لا تسعى إلى الحرب لأنها لن تكون في صالحها".
وجدد خامنئي رفض القيادة الإيرانية التفاوض مع الولايات المتحدة على "ملف إيران النووي".
ووصف المرشد الأعلى في إيران، فكرة التفاوض مع الولايات المتحدة بـ "سم قاتل"، مضيفا، أنه "طالما تتصرف الإدارة الأمريكية الحالية هكذا، فإن التفاوض معها هو سم زعاف، التفاوض يعني التعامل، ولكن من وجهة نظر أمريكا، التفاوض حول نقاط قوتنا".
وأشار خامنئي إلى أن "أمريكا ستجبر على التراجع في مواجهة إيران"، وأن "القيادة الإيرانية لن تساوم على منظومتها الصاروخية".
وقال: "إيران تمتلك عمقا استراتيجيا في المنطقة ولن تساوم عليه.. من يهدد بهذا الصوت المرتفع لا يمتلك القوة لتنفيذ تهديداته".
وقال السفير الأميركي لدى السعودية جون أبي زيد إن الرد على ضلوع محتمل لإيران في تفجير ناقلات نفط قبالة إمارة الفجيرة فجر الأحد يجب ألا يتطور إلى حرب.
وأضاف أبي زيد في تصريحات أدلى بها لصحفيين في الرياض ونشرت اليوم الثلاثاء "نحن بحاجة لإجراء تحقيق وافٍ، لفهم ما حدث ولماذا حدث ثم نأتي بالرد المعقول بما لا يصل إلى حد الحرب".
وتابع أنه ليس من مصلحة إيران أو الولايات المتحدة أو السعودية أن يتفجر صراع في منطقة الخليج.
ويشارك الأميركيون في التحقيقات الجارية لتحديد طبيعة استهداف الناقلات، وبينها ناقلتان سعوديتان، وكانت قنوات سعودية ذكرت الليلة الماضية أن المعاينات الأولية تفيد بأن عمليات التخريب أحدثت فتحات في هياكل السفن الأربع المستهدفة (سفينة تجارية وثلاث ناقلات نفط) تتراوح بين 5 و10 أقدام (ما بين 1.5 متر وثلاثة أمتار تقريبا).
وتأتي تصريحات السفير الأميركي بالرياض بينما قال مسؤول أميركي إن واشنطن وبعد تقييم أولي لما جرى تشتبه بضلوع إيران في استهداف السفن، ولكنها لم تتوصل إلى دليل قاطع يثبت تورطها في العملية.
ووصفت طهران استهداف الناقلات بالأمر المروع والمثير للقلق لتنفي بذلك عمليا أنها وراء العملية التي تمت في المياه الاقتصادية للإمارات. كما قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن هذه العمليات التخريبية مشكوك في أمرها وتهدف إلى ضرب الاستقرار بالمنطقة.
من جهته، قال الممثل الخاص لشؤون إيران بالخارجية الأميركية برايان هوك إن وزير الخارجية مايك بومبيو نشر معلومات عما وصفه بتهديدات متصاعدة من إيران خلال اجتماعات عقدها أمس في بروكسل مع نظرائه الخليجيين ورئيس حلف شمال الأطلسي.
وامتنع هوك عن القول ما إذا كان يعتقد أن إيران لعبت دورا في الهجمات التي وقعت في ساحل الفجيرة، أو أن بومبيو حمّل إيران مسؤولية تلك الهجمات. ولم تذكر سلطات الإمارات شيئا عمن يقف وراء الهجوم.
يذكر أن استهداف ناقلات النفط فجر الأحد جرى في ظل توتر شديد بين إيران والولايات المتحدة، حيث دفعت واشنطن بتعزيزات عسكرية للمنطقة بحجة وجود تهديدات إيرانية لمصالحها بالمنطقة، بينما أكدت طهران أنها مستعدة للرد على أي هجوم أميركي.
وكان المتحدث الأمني لرئاسة أمن الدولة السعودية،أعلن أنه حدث "استهداف محدود" لمحطتي الضخ البترولية، التابعتين لشركة أرامكو بمحافظة الدوادمي ومحافظة عفيف بمنطقة الرياض.
وأضاف أن "الجهات المختصة باشرت مسؤولياتها بالموقعين، وسيتم الإعلان لاحقاً بأي مستجدات"، وذلك وفقا لما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
بدوره، قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، إن "استهداف أنابيب النفط تم عبر هجوم من طائرات بدون طيار مفخخة وتم السيطرة عليه بعد أن خلف أضرارا محدودة".