أين الزعماء المسلمون والعرب الذين خرجوا ضحوة في شوارع باريس مطلع عام 2015، يتعاضدون مع السفاح نتنياهو المنكب بالمنكب والساق بالساق، حين هوجم مقر صحيفة "شارلي ابدو" التي كرست جهدا كبيرا من نشاطها، وحيزا ضخما من نشرها للسخرية من الإسلام والنبي صلى الله عليه وسلم.
إليكم أيها الزعماء الحزانى على رسامي "شارلي أبدو"، مجزرة جديدة تحمل بامتياز كل سمات الإرهاب والعنصرية والكراهية والبغضاء.. وإن كانت هذه المرة ليست في وكر "شارلي أبدو"، بل في بيت أذن الله أن يرفع ويذكر فيه اسمه.
أم أن القتلى هذه المرة إخوة لكم مسلمون، لا بواكي لهم، ذنبهم أنهم سعوا إلى ذكر الله لما نودي للصلاة من يوم الجمعة، وليسوا أولئك الرسامين الساخرين من نبيكم ودينكم، الذين سارعتم إليهم ندبا وشقا كنائحات مستأجرات، في يوم مشهود ومجموع له الناس، وكنتم قوما بورا.
فإن تخرسوا اليوم فقد أخرستكم الذلة من قبل عن مأساة إخوة لكم من الايغور والروهينغيا في الصين وميانمار وفي فلسطين الذبيحة، يسامون الخسف وسوء العذاب المهين، وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد، وغضضتم الطرف عن بلواهم وضيعتموهم، فأنتم لما سواهم أضيع..
شاهت الوجوه، وقبح اللكع ومن يرجوه.
وأنتم يا زعماء الإنسانية المكذوبة، وأدعياء الحرية المزعومة في الغرب، ألا يستحق هذا القاتل من بني جلدتكم وطينتكم، أن تنفروا خفافا وثقالا تنديدا به، وتتظاهروا تشهيرا بجريرته، كما استنفرتم أول مرة وتظاهرتم في باريس تنشدون إدانة هجوم شارلي ابدو وتبكون هلكاها.
ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود.
محمد محمود أبو المعالي