تابعت بكل شغف وحبور حملة الانتخابات التشريعية ونتائجها في #المملكة_المتحدة المحروسة. وقد لمست خلال هذه المتابعة أن هؤلاء، في كوكب بعيد، عن العالم الذي يعيش من حولهم، فهم في تمرين انتخابي سهل، قد عايشوه من قبل، وعاشه اجدادههم، وسيعيشه اللاحقون بإذن الله، بكل تواضع وانضباط ويسر، ودون ضجيح، ولا جدل ولا تخوين، ولا تنابز، ولا انتهازية. #هذان الحزبان العريقان، وهذه الاحزاب الصغيرة الناشئة، وهؤلاء الاشخاص القليلون المترشحون بانفسهم لشغل مقاعد في هذا #البرلمانالعتيد الذي لا يوجد مثله في الكون، الكل في عملية انسيابية، شفافة، تبغي الخير، وتروم المصلحة، وتسعي باللين والرفق، والمكايسة، أن تستميل هؤلاء، بكل تواضع، واستعداد للعمل والعطاء، وخدمة للناخب، وتنافس لارضائه، والاخذ برأيه،و اشراكه في كل مراحل المسلسل الذي يشد العالم، لكن قليل من يأخذ به. وإن اخذ به، فشتان بين #نموذجهم وأي تقليد له في هذا العالم الاعرج، المليئ وحشية وظلما وغبنا.
#ولدى_لحظة إعلان النتيجة في الدائرة الانتخابية يشدك هذا المشهد الديمقراطي الذي لا مثيل له (هناك في كل المملكة المتحدة 650 دائرة، تمثل كل دائرة بنائب واحد، ليست هناك لائحة وطنية، ولا لائحة للنساء، وأول المتقدمين في الفرز يفوز بالمقعد عن الدائرة، ولا حاجة في ان يحصل على خمسين أو الاغلبية، ذاك مسلسل طويل من الارهاق والانهاك، تنشغل فيه #الشعوب_المتوحشة، والتي على كل حال لن تظفر بشيء، لا بالديمقراطية ولا بالسمعة الطيبة، لقد ذهب هؤلاء بكل هذا). يقف المترشحون مصطفين خلف الذي يعلن النتيجة، وحين ينهي الاعلان، يتقدم المترشحون الخاسرون بالتهنئة للفائز، فيسلمون عليه، ويهنئونه، ويقفون حتى يفرغ من كلمته بالمناسبة.
#والذين كتبت عليهم الهزيمة، يقبلوها بكل أرحية، فيستقليون من مسؤولياتهم، ويتركوها لرفاقهم، ويقولوها علانية وبدون تلعثم: لقد فشلت في محاولاتي لاقناع الناخب، نحتاج لدماء جديدة حتى نفوز بثقة الناخب من جديد.
#يكفي_أن نتابع اخبار ديمقراطيتهم_على الاقل نتسلي، وننسي.