قدر النخل أن يظل دواما رافع الهام أو يكون قتيلا.. الأستاذ حمّود ولد عبدي في تأبين الشاعر كابر هاشم

ثلاثاء, 2018-02-13 01:58

هكذا عشت‘بالتحديد،كما صورت ‘في هذا البيت الجميل من رائعتك الخالدة"حديث النخيل "الذي اخترته عوانا لديوانك الشعري الرائد ..نخلة باسقة‘رافعة هاما لم يطأطأ‘يوما..ولدت ‘في الشرف والعز ونموت‘في الشرف والعز‘وانتميت لأشرف أصل وأنبل فرع وأكرم محتد..وبقيت واقفا لم تنحن ولم تهن‘حتى ترجلت عن صهوة جوادك‘فارس أمة كلها تبكيك من المحيط‘إلى الخليج وشعب لم يجمع على وداع مفقود ‘قبلك‘بكل هذه الحفاوة وهذا الاعتراف وهذا الاحتضان الجماعي..
من تجكجه المحروسة واسطة عقد البلدومشكاة المنارة والرباط‘طلعت..وعلى خطى كوكبة العلماء والشعراء‘من آل هاشم‘ من علكوا قهوة "تميله"وامتدت جذورهم‘في أعالي ذوائب الدوحة العلوية الشريفة‘سرت..اقتفيت آثارعبد الودود ولد هاشم‘"شيخ العربية‘في الساحل" كما سماه المختار ولد حاميدون  والشاعرالألمعي دلاهي ولد الكوري وقاضي مدينة الطرفاية وإمامها محمد عبد الله ولد هاشم وآخرين لا يقلون عنهم شأوا من هذه الأسرة العالمة..قرأت ‘في هذا الوسط العلمي أهم متون اللغة والفقه والنحو والشعر"قبل أن تواكب الحداثة القادمة من قاهرة المعز وبغداد ودمشق وتنهل من المراكز الثقافية العربية..
ومن الإذاعة وضمن فرسان "القضية" الخمسة(خي باب شياخ ومحمد الامين ولد دندووالكوري ولد احميتي ومولاي الزين ولد أحمدو)‘ رحم الله من قضى منهم وحفظ وأبقى من ينتظر‘ذبت على الأثير‘شعرا عذبا رقراقا وعربية فصيحة والتزاما مجلجلاومدويا بالعروبة والإسلام..
على هذا الطريق‘التقينا ومضينا معا لم تفترق إلا أجسامنا لمتطلبات ارتباط كل منا بالزمان والمكان..وكان وكان...قصة جميلة طويلة لا يسعها هذا الإيجاز...
وكم وكم من ذكريات مضحكة وأخرى مبكية لي معك...أكتفي فقط‘هنا بتلك الليلة حين أدخلوني وإياك‘في زنزانتين متجاورتين‘لنكتشف‘بعد سد الأبواب‘أن الرفاق البعثيين الذين سبقونا‘أشهرا قبل ذلك‘في هذالسجن المعد لأسرى البوليساريو‘حفروا في أساسيات البيتين أنقاضا أقل شأنا من تلك التي أنجزها أبطال حماس؛ولكنها كانت كافية لكسر قواعد السجن الانفرادي‘لما تتيحه من فرص التواصل بالهمس‘فضلا عن سماحها بتبادل الكؤوس ‘كلما أتيح لأي منا أن يقيم الشاي..
وأنني لأبكيك ‘اليوم‘صديقي كابر هاشم‘وأواصل النحيب نيابة عنك وعن كل الذين قضوا ولما تخف الآلام والأوجاع‘يرددون معك والمؤق ملأى بالعبرات=
ياابن الصعيد أمافي العرب منتقم
يروي الدروب دماء والمدى غضبا
ياابن الصعيد أما في العرب بارقة
هي الشهامة حبلى تغضب العربا