الشناقطة والقدس الشريف.. في ذكرى خمسين سنة على الاحتلال/د سيدي أحمد ولد الأمير

سبت, 2017-07-08 19:13

عندما زار الملكُ السعوديُّ الراحُل فيصلُ بن عبد العزيز القدسَ الشريفَ سنة 1965 كان من بين الوفد الأردني المرافق له في هذه الزيارة الملكية، وكما يظهر في الصورة المرفقة، الشيخ محمد الأمين بن محمد الخضر بن مايابى الجكني الشنقيطي المتوفي بالمدينة المنورة في 13 يناير 1990.
وتشكل البائكة الغربية بمعمارها المهيب وعبقها التاريخي الفياض خلفية هذه الصورة النادرة، تلك البائكة التي تقع في منتصف الحد الغربي لصحن الصخرة المُشَرَّفة الواقعة في قلب المسجد الأقصى. وهي عبارة عن ركبتين عظيمتين في الأطراف، وثلاثة أعمدة أسطوانية في الوسط. درجات سلمها 24 درجة، وتوصل الصاعد إلى صحن الصخرة من ساحة المسجد الأقصى الغربية. ويعود بناء هذه البائكة إلى سنة 951 ميلادية، وتم تجديدها مرة أخرى في العصر الفاطمي بُعيد إنشائها بقليل. ويوجد الشيخ الشنقيطي في المكان المقدسي العريق إلى يسار ملك الأردن الحسين بن طلال وعن يسار الشيخ الشنقيطي رئيس الوزراء الأردني وصفي التل.

تاريخ شنقيطي راسخ في خدمة القدس والمسجد الأقصى  

الحديث عن علاقة الشناقطة بالقدس الشريف يقتضي أولا وقبل كل شيء الحديث عن الشيخ محمد الأمين بن محمد الخضر بن مايابى اليوسفي الجكني الشنقيطي. فعلاقة هذا الشيخ الشنقيطي بالقدس وبالمسجد الأقصى علاقة راسخة، وخدمته لهذا الصرح الديني والتاريخي خدمة متمكنة. ولد محمد الأمين بموريتانيا لأبيه العالم الجليل محمد الخضر بن مايابى ولأمه وهي بنت عثمان بن بكار بن اسويد أحمد أمير إدوعيش. وقد هاجر صغيرا مع والده وأعمامه غداة دخول الاستعمار الفرنسي هذه البلاد. كان في الحجاز مع والده محمد الخضر، ثم ما لبث أن صحبه إلى شرق الأردن رفقة الملك عبد الله الأول بن الحسين. وقد ترقى بعد ذلك في الوظائف السامية بالأردن، وهي وظائف كانت لها صلة مباشرة بالقدس وبالمسجد الأقصى، إذ عُين رئيسا لأوقاف القدس ثم رئيسا للجنة إعادة إعمار قبة الصخرة المشرفة بالمسجد الأقصى ورئاسة المجلس الإسلامي الأعلى بالمدينة المقدسة ومشرفا على المعهد الديني ببيت المقدس الذى بني بتوجيهاته. وفضلا عن هذه الوظائف فقد تولى كذلك منصب قاضي للقضاة في الأردن بعد أن كان مفتيا لإمارة شرق الأردن، كما كان وزيرا للأوقاف. ثم كان رئيس هيئة العلماء وعضوا فى مجلس النواب وعضوا فى مجلس الأعيان بالأردن كما عين سفيرا للمملكة الأردنية الهاشمية فى السعودية والسودان وبمدينة جدة صار عميد السلك الدبلوماسي.

حضر محمد الأمين الشنقيطي مصرع الأمير عبد الله الأول بن الحسين فى المسجد الأقصى يوم 20 يوليو 1951 واعتبر الشاهد الرئيسي فى المحاكم حينها. وتخليدا لذكرى هذا الشيخ الجليل وذكرى والده محمد الخضر عليهما سوابغ الرحمة والرضوان أطلقت المملكة الأردنية اسميْهما على شارعين من شوارع مدينة عمان.

وقد تغنى الشعراء الموريتانيون بتلك المكانة التي كان للشناقطة وخصوصا الأسرة المايابية في فلسطين يقول الحسن بن أبا الجكنى الموساني في الأسرة المايابية:

 يا جيرة من سراة اليوسفيينا ۞ بمصر طورا وطورا فى فلسطينا

 من بعدما سكنوا بيت الإله وفى ۞ أكناف طيبة طاب المكث ثاوينا

 وبينوا دين خير الخلق متضحا ۞ ولقنوا الدين تبيانا وإيمانا

 تفننوا فى علوم الشرع قاطبة ۞ فأظهروا للورى منه أفانينا

 عطفا علينا بمبرور الدعاء فما ۞ أنتم لأرواحنا إلا رياحينا

 يزداد حبكم فى القلب كل إنى ۞ حتى تسامى على حب المحبينا

 لازال صيتكم فى الأرض منتشرا ۞ بجاه خيرعباد الله آمينا

 له صلاة وتسليم أريجهما ۞ يحكى من الروض ألويا ونسرينا

 

ويقول أيضا متحدثا عن الشيخ محمد الخضر بن مايابى:

فلسطين فيها اليوم حبر مجَدِّدُ ۞ يؤسس أركان الهدى ويشّيد

 هو الحبر حبر الارض والسيد الذى ۞ تسامى فلا فضلا يساميه سِّيد

 وليس به عيب سوى أن علمه ۞ دواما على كل النواحى مبدد

 لقد أسعد الشام الذى الخضر السري ۞ أتى أرضه والأرض تشقى وتسعد

 سيرأب ما فى الشام كلا من الثأى ۞ وما فيه من علم عفا سيجدد

 

ومن بين الوثائق الشنقيطية بالقدس الشريف وثيقة زودني بها أخي الباحث عبدالعزيز ولد حمود (بدوي) وفي معايدة من محمد الإمام الشنقيطي موجه إلى ملك الأدرن عبد الله الأول بتاريخ يوم الفطر 1343 الموافق 25 إبريل 1925. ويبدو أن محمد الإمام هذا على علاقة بالمجلس الإسلامي الأعلى بالقدس.

الشيخ أمين الحسيني والشناقطة

في الصفحة الخامسة من كتاب العلامة المؤلف الشهير محمد حبيب الله اليوسفي الجكني الشنقيطي (توفي بالقاهرة 3 فبراير 1944) "إكمال المنة باتصال سنة المصافحة المدخلة للجنة" الصادر سنة 1926 بالقاهرة نجد المؤلف يكتب بخط يمينه إجازته لمفتي القدس الشريف رئيس المجلس الأعلى الإسلامي الحاج محمد أمين الحسيني (توفي في يوليو 1974) قائلا: "قد أجزت الفاضل الأستاذ الكامل مفتي القدس الشريف ورئيس المجلس الأعلى الإسلامي الحاج السيد محمد أمين الحسيني حفظه الله ورعاه وحمد مسعانا ومسعاه في حديث المصافحة والمشابكة وأحدثه ببعض أسانيدي بهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه أجمعين... إلخ". وهذا السنة يمر بأشياخ شناقطة وأعلام من هذه الصحراء مشهورين من بينهم: محمد العاقب بن مايابي (توفي 1909)، وأخوه سيدي محمد بن مايابى أخوا محمد حبيب الله.

أقام الشيخ محمد حبيب الله بن مايابى فترات في القدس الشريف وكانت إقامته في بيت الشيخ محمد جمعه يوسف النجار (توفي في أكتوبر 1971) الواقع على سطح الصخرة قبل أن ينتقل إلى بيته الثاني في رأس العامود وهو أحد أحياء قرية سلوان المقدسية في الجانب الشرقي لمدينة القدس. وكان الشيخ محمد جمعه يوسف النجار شيخ الطريقة القادريه في فلسطين. والشيخ محمد جمعه يوسف النجار من أكابر الشخصيات المقدسية العلمية والصوفية وله مكتبة عامرة فيها الكثير من التراث الشنقيطي وهي الآن تحت إشراف أخينا الباحث هشام النجار الذي زودني مشكورا بالعديد من وثائقه الشخصية والصور النادرة عن هذا الموضوع.

حل الشيخ محمد الخضر بن مايابى بالقدس الشريف أواخر شهر نوفمبر 1934م فنزل مع رفقته على الحاج محمد أمين الحسيني مفتى فلسطين، حيث أنزله فى داره بحارة المغاربة بجوار الحرم وتوافد عدد كبير من أهل القدس والخليل يسلمون على الشيخ وجعلوا يدعونه إلى حفلات وأكرموه غاية الإكرام. كما زار الشيخ محمد الخضر في نفس الفترة مدينة الخليل بدعوة من الشيخ أمين الحسيني نفسه حيث اصطحبه إلى هناك وعاد معه إلى القدس، كما يقول: تلميذه العلامة المفسرالوزيرالشيخ إبراهيم القطان في مذكراته.

ويذكر القطان أنه هو والشيخ محمد الأمين بن الشيخ  بن مايابى الشنقيطي (ابن أخي الشيخ محمد الخضر وذريته الآن بمكة المكرمة) زارا الشيخ محمد أمين الحسيني فى مكتبه وطلبا من التوسط لهما عند القنصل المصري للحصول على تأشيرة دخول إلى مصر بغية الانتساب للأزهر فقال سماحته: أنصح لكم ألا تذكروا أنكم ذاهبون للآنتساب للأزهر؛ لأن ذلك سيعقد القضية وتحتاج إلى عدة أشهر حتى تأتي الموافقة على ذلك وإنما أنصح بأن يذهب الشيخ محمد الخضر إلى القنصل المصري لزيارته وهناك يقول له إنكما سترافقانه إلى المدينة عن طريق مصر ويطلب منه أن يعطيكما تأشيرة لدخول مصر وعندما تصلون هناك فإن عملية الانتساب للأزهر تكون سهلة ، ذهبنا فى اليوم التالى بصحبة الشيخ لزيارة القنصل المصري وكان رجلا جليلا مهذبا جدا ، فقد استقبل الشيخ استقبالا لطيفا وسر جدا بزيارته ، وبعد أن استقر الشيخ عنده طلب منه إعطاءَنا تأشيرة لدخول مصر لأننا نرافقه فى رحلته ، فلم يتردد وأعطانا التأشيرة فى الحال، وودعه الشييخ وشكرناه على حسن معاملته. وغادر الشيخ محمد الخضر ومن معه القدس ووصلوا القاهرة فى أوائل ديسمبر 1934م الموافق أوائل شعبان سنة 1353هــ. وكان السفر بالقطار من القدس إلى اللد، ومنها إلى غزة، ثم يقطع صحراء سيناء إلى القنطرة ثم بعد قطع قناة السويس إلى القاهرة التي وصلوها ليلا نحو الساعة العاشرة مساء. ونزل الجميع ضيوفا مع الشيخ الخضر رحمه الله على أخيه الشيخ محمد حبيب الله.

وقد مكث الشيخ محمد الخضر فى القاهرة، إلى أواخر شهر شعبان 1353هـ أي بداية يناير 1935م،  ثم غادرها إلى المدينة حيث توفي بها رحمه الله فى 15 ذى القعدة من سنة 1353هـ أي 19 فبراير 1935 ودفن بالبقيع الطاهر وحقق الله بذلك رغبته التى طالما رددها فى عمَّان إذ كان يدعو الله أن يميته بالمدينة المنورة.

كانت للشيخ أمين الحسيني وهو العلم المقدسي البارز والسياسي النشط والمناضل الذي لا تكل همته علاقات وثيقة بالشناقطة حيث تواصل معه كذلك الشيخ أحمد سالم ولد الكوري ولد بازيد الديماني "بشَّا" المتوفي سنة 1994 لما زار القدس بعد حجه سنة 1953 والتقى به وأعجب كل منهما بالآخر. لا زلت أتذكر الشيخ بَشَّا وأنا صغير السن في سبعينيات القرن الماضي وقد تحلق حوله مصلو مسجد المذرذره الغربي بين الغرب والعشاء يحدثهم عن رحلته إلى الحج وعن زيارته للقدس الشريف، وقد جلس إلى جانب إمام المسجد ومفتي المذرذره أحمد سالم بن أشفغ عبد الله "حَحَّامْ" المتوفي في أكتوبر 1980. كان بشا رحمه الله رجلا طويلا مهابا جميلا المحيا فصيحا إذا حدث دقيقا إذا وصف. وكان الإمام حَحَّامْ يسأله ويستقصي في الأسئلة وكان بشَّا يجيب أحسن جواب وأتمه وأدقه وأمتعه. وعندما وصل الحديث قبة الصخرة كان بَشَّا يسترسل في وصفه جامعا بين التاريخ والمشاهدات التي عاينها. حدثنا أحمد سالم "بشا" عن بناء قبة الصخرة وعن شكلها المثمن الأضلاع وأنها المكان الذي عرج مني النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماء ليلة الإسراء والمعراج. كما حدثنا عن مسجد البراق الواقع في الناحية الجنوبية الغربية من المسجد الأقصى، وسُمّي بذلك نسبةً إلى المكان الذي ربط فيه النبي محمد دابته البراق في رحلة الإسراء والمعراج، وأن حلقة وضعها سلاطين العثمانيين مكان الحلقة التي رُبط عندها البراق.كان حديث أحمد سالم ولد الكوري عن الأقصى في تلك الليالي الرمضانية بالمذرذره غاية في الإمتاع والمؤانسة. وقد أخبرني الباحث المتمرس أحمدو ولد بازيد أن لديه تسجيلا صوتيا للشيخ أحمد سالم ولد الكوري يتحدث فيه عن تلك الرحلة المباركة التي زار فيها البقاع الطاهرة بالحجاز وأضاف إلى ذلك زياة القدس أو "قدَّس" كما يقول الحجاج.

ومن الشناقطة الذين زاروا القدس الشيخ المختار بن محمدُّ بن أحمد محمود بن محمذٍ بن عَيْدُ الموساني الجكني الشنقيطي المتوفى في يناير 1959. وهو صاحب القصيدة الزرقاء الشهيرة في المشرق العربي سماها مؤلفها المختار بهذا الاسم لاختلاط ألوانها كتابةً، فقد نحت من شطرها الأول قصيدة أخرى في بحر غير بحرها، ونحت من شطرها الثاني قصيدة أخرى في بحر آخر بشكل رائع بديع فريد  ولم يتقدم أحد من الشعراء حتى الآن ليقدم مثلها.

درس المختار في البداية على الشيخ يحظيه بن عبد الودود الجكني ثم لازم في المشرق الشيخ محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي صاحب أضواء البيان. كما أخذ في القاهرة عن الشيخ محمد حبيب الله مايابى، ومن مصر ذهب للحج وعاد إلى مصر بطلب من شيخه محمد حبيب الله. لكن لما توفي الأخير غادر المختار مصر ملبياً الدعوة التي وجهها له الملك عبد الله الأول بن الحسين فحل في الأردن في شهر سبتمبر عام 1944، وفي تلك الفترة زار القدس.

 

مكتبة غذاء الأرواح المقدسية ونوادر التآليف الشنقيطية

تزخر مكتبة الشيخ جمعة النجار بالقدس بالعديد من مؤلفات الأسرة المايابية وغيرها من مؤلفات الشناقطة عموما من ذلك مثلا: كتاب: "منتخب التصوف لكل ذي جهل وتعرف" للعالم الجليل والمؤلف المربي الشيخ ماء العينين بن الشيخ محمد فاضل الشنقيطي (توفي ليلة الثلاثاء 25 أكتوبر 1910).

وعليه إهداء بخط الشيخ المحدث: محمد حبيب الله بن مايابى الجكني لتلميذه محمد جمعة النجار المقدسي، ونص الإهداء: "هدية لتلميذنا العارف بالله الشيخ محمد جمعه النجار لا زالت تتوالى عليه الأنوار وتخدمه المعارف والأسرار. كتبه محمد حبيب الله الشنقيطي". وطبعة المنتخب هذه طبعة حجرية قديمة تعود لسنة 1880.

وبمكتبة الشيخ جمعة النجار بالقدس كذلك كتاب "رنات المثاني في ترجمة الشيخ سيدى الثاني"، والنص عبارة عن ترجمة للشيخ المجدد بابه بن الشيخ سيديا (توفي 12 يناير 1924) وهو من تأليف ابنه: الأديب الأريب إبراهيم بن بابه بن الشيخ سيديا (توفي 1983)، وقد نشره العالم الجليل محمد حبيب الله بن مايابى الجكني الشنقيطي في بدايات القرن الماضي، ويقول في ممهدا لهذه الترجمة المفيدة: "رنات المثاني في ترجمة الشيخ سيديا الثاني أرسلها لنا ابنه الأديب الفائق الدراكة الظريف الذائق صديقنا الشيخ إبراهيم لنطبعها فهذبناها تهذيبا يسيرا وسميناها بهذا الاسم اللطيف ولولا كثرة العوائق الآن لكتبنا في مناقبه مجلدا نفيسا. قيده خادم علوم الشرع بالحرمين الشريفين ثم بالأزهر المعمور: محمد حبيب الله بن مايابى الجكني ثم اليوسفي نسبا الشنقيطي إقليما كان الله تعالى له آمين".

ومن نوادر الكتب الشنقيطية الموجودة في هذه المكتبة المقدسية "ديوان بدايع النعوت في مدائح ابن مايموت"، وهو ديوان كما جاء على غلافه: يشتمل على مختارات من مدائح أدباء قطر شنقيط لأديب زمانه وفريد عصره وأوانه وحاتم وقته الفائق لأقرانه: السيد أحمد بن مايموت بن محمد المختار الجكني ثم الموساني الشنقيطي إقليما حفظه الله.

وقد طبع بالمطبعة الإسلامية بالأزهر بمصر. وأشرف على طباعته الشيخ المحدث محمد حبيب الله بن مايابى الجكني الشنقطي.

وفي هذه المكتبة العامرة شرح نادر لقصيدة الشيخ محمد العاقب بن مايابى الجكني في الحض على الهجرة أيام دخول المستعمر لبالدنا وعليها شرح وضعه تونسي على قصيدة الشيخ الجليل محمد العاقب بن مايابى الجكني الشنقيطي التي مطلعها:

مني إلى من في حمى المكبل ۞ من گرگل لما وراء العقل

ومن الملاحظ أن بهذه النسخة بيتا ليس في النسخة المتداولة من القصيدة عندنا في موريتانيا وهو:

من النصيحة إلى من في حمى ۞ ألإنكليز الماكر المذلل

وقد طبع هذا الشرح بالآستانة بتركيا سنة 1336 هجرية أي سنة 1918 ميلادية في أواخر ايام السلطان عبد الحميد الثاني. وهذا الشرح المطبوع يقع في ست عشرة صفحة.

 

شناقطة في مقابر القدس الشريف

قبل وصول أبناء مايابى لبلاد الشام بقرن وزيادة كان قد توفي بالقدس الشريف أحد أعيان الشناقطة الشهيرين وهو فقيه ولاتي مدرس وهو: بَوْبَّه بن أحمد مولود بن الطالب امحمد الزعيمي اليونسي الولاتي المدفون قرب المسجد الأقصى حيث توفي هناك سنة 1815. وبوبه بن أحمد مولود هذا من مهاجري أولاد ازعيم من أولاد يونس وكان بوبه من حذاق العلماء بولاتة وله شرح سماه "هبة اللطيف علي نظم البسط والتعريف بما جهل من التصريف". وقد أخذ عن خاله الگصري بن الفقيه محمد بن المختار بن الگصري الإديلبي (توفي 1820) وعن شيخ المشايخ سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم العلوي (توفي ليلة الجمعة 6 مارس 1818) بتجگجه ولقي أكابر العلماء بمدينة فاس وأخذ عن الطالب جده بن الشيخ بقرية شنقيط. وهو شيخ المؤرخ الجليل والقاضي الثقة الثبت صالح بن عبد الوهاب الناصري العياسي (توفي 1855).

هذه ملاحظات حول علاقة الشناقطة بالقدس وبالمسجد الأقصى ليست مستوعبة لكل الموضوع لذلك أرجو من المهتمين إكمال ما نقص منه وإضافة ما لم يتم ذكره جهلا أو نسيانا.
انتهى
 من صفحة دسيدى أحمد  ولد الأمير
[email protected]