تدوينة ناجي محمد الإمام بعنوان : المُداراة في زمن السيبة

أحد, 2017-06-11 07:06

في بلاد السيبة هذه التي نفخر بالإنتماء إليها ، وضميري عائد إلى البلاد، كان من المُعتاد أن يستولي فرد مُسلَّحٌ أو مجموعة على ما يملك فريق بأكمله ولايبقي إلا ما يتنازل عنهُ تفضلا . إلى حد يُمسي معه الغني المكثرُ
فقيرا مُدقعا والعزيز ذليلا في طرفة عين وطلقة بندقية واستمرَّهذا الحال إلى التغلغل الاستعماري الفرنسي مطلع القرن العشرين ، حتى أن علماء ومشايخ كثرفي مختلف مناطق البلاد أفتوا بأولوية تأمين الناس  تحت حماية المستعمر على مكافحته. 
ولقد كان حال الجزيرة العربية قريبا من هذا باستثناءات محدودة ،وتشهد على ذلك حكايات النهب والقتل والغصب التي كانت تتعرض لها قوافل الحجيج ،رغم وجود السلطة العثمانية في الحرمين الآمنين ، ومخاطر الرحلة المقدسة أشهر من أن تُعاد.
وكما كان "النهابُ" صاحبَ الفضل فيما يترك لـ"لمنهوب" وله الكلمةِ الفصل فيما "يحق" للضحية ، كانت أمريكا تفعل في حديقتها الخلفية
اللاتينية ،استمرارا لتقاليد دولة "الشذاذ" وفعلها "الحضاري" في إبادة قبائل الإينكا أصحاب الأرض الأصليين.
فهل تعيد دولة رعاة البقرالسيبة بأدوات حديثة لنهب ما تبقى من الأموال العربية بعد الاستيلاء جهارا نهارا على أموال ليبيا والعراق،ولم يتجرّأأحد على رفع إصبعه مستفسرا...
لا ينقضي عجبي من الذاكرة العربية المهترئة التي يرفع بعضها عقيرته على بعض منددا بحصارهذا وذاك مشدداعلى مكر ذلك ، وكأنهم لم يشتركوا في مصيرحاق بأولائك...
فقط لأن الحرب يشنها من أوجد هذا و مكن لذاك ودمَّرالجميع .
كانت هذه الأمة المسكونة بأسباب القوة والمنعة،دائما ، تتعرض لمواسم شتات ، فتدخل بسبب أبنائها بياتا وبائيا خارجيا ، مثل "الديلم" أو "أبرهة" ،أوداخليا منذ أن قتل عبيد العصا ربهم ولجأ ابنه يحمل معلقة ماجنة يحاول ملكا فعاد مجذوما لم يمت ولم يعذر.
ليت قومي يعلمون..