لمحة موجزة عن قصة أحلام متسول ، في سطور

أربعاء, 2022-03-09 08:39

إن هذه  القصة تتناول بعض الوقائع والظروف التي دارت أحداثها مع بداية ميلاد الد ولة الموريتانية ، تلك الولادة القيصرية من رحم القبيلة وصلب المستعمر على أرض  صحراوية ثلاثة أرباعها قاحلة ، وقد طال مخاض تلك الولادة إلى أن تمت في الثا من والعشرين من شهر نفبرسنة 1960 م واستمرت انطباعات الرجل عن أهم تلك الأ حداث التي تعاقبت على المنطقة وإلى غاية   أواخر سنة 1995م  حيث قابلته ليلتئذ .
ويمكن قراءة تلك الظروف والأحداث بتمعن من خلال  مسارحياة إطول عمرو ولد لشول كشاهد على تلك الحقبة  وإن كانت شهادته ربما تختلف عن غيره لأنه من الفئات الهشة الذين لم يعطوا الفرصة لليسمع  رأيهم في أحداث التاريخ ! وهو (كنموذج ) لحياة كثير من المواطنين الذين فقدوا المعيل في وقت مبكر من حياتهم في تلك السوات الغابرة من تاريخ هذا البلد ،خصوصا إذاكانوا سيعيشون في كنف دولة أصغر منهم سنا . وقبل أن تقف على قدميها بثبات ، حتى تعاورتها المشاكل والأحداث غير العادية كالجفاف المدمر وحرب الصحراء ، والأنقلابات العسكرية المتكررة منذ 1978م وكذا الأزمة السينغالية الموريتانية لاحقا ، 1989م ثم الصراعات  القومية والفئوية التي تقودها الإدلوجيا ت الشرقية والغربية ، بًواسطة شباب وطني قد تخرج بعض أفراده  من جامعات اجنبية ، و منهم من يأتي بنموذجه الخاص يريد فرضه على النظام الوليد محدود التجربة ، والمحاصر بكل تلك المشاكل والأزمات المشار إليها أعلاه ، كل ذلك قد انعكس سلبا على الواقع الوطني الأقتصادي والإجتماعي الذي بدوره أثرسلبا على الأفراد خصوصا بعد الأنقلابات العسكرية ، وكذا ظهور طبقة حربائية قبلية أممية دكتاتورية، تدعى ( التبتابه ) والتي صارت حليفا للأنقلابيين.

والعامل المشترك بين افرادها والنظام هو تقاسم منافع البلد على حساب من هو خارج اللعبة التبتابيه كإطول عمرو ، و غيره من الأفراد المنتمين للفئات الفقيرة ، الذين ليس من ذويهم ضباط كبار ولا رجال أعمال، وقد بلغوا من الكبر عتيا ! فمن كان ذلك حاله ، وهو في ظل حكم استبدادي لايعمل بمقتضى التدارك الإجتماعي ،وليس له أولاد ولا إخوة  . إذن فمن كان هذا حاله فليس أمامه ( وهو في شتاء العمر مثل إطول عمرو ) سوى سلوك سبيل التسول الوعرة، والذي تاباها نفسه الأبية أصلا ، أويموت جوعا وعطشا تحت منحنى غصن شجرة ، أو على رصيف شارع ، أو مدثرا بالظلام في خباء مهجور !
لقد فكر إطول عمرو طويلا في كل ذلك ، ورغم الضغوط  النفسية المنفرة من ممارسة التسول إلا أنه للأسف
  قد أصبح كذلك ، وهو  ( مكره أخاك لا بطل )! كما استدل هو نفسه على ظروفه الخاصة بتلك المقولة المنسوبة إلى الصاحبي ( داهية العرب ) عمرو ابن العاص لما دعاه معاوية في معركة ( الصفين ) لمبارزة علي كرم الله وجهه ، ورضي الله عنهم أجمعين   .
 
ذ / إسلمو  ولد مانا .