هلا تعرفت على  ظواهر ترمق نورالحياة بالكاد، ورغم ذلك تغالب الأزمنة، والتغيرات الأجتماعية  في مجتمعي  الأمس واليوم ؟

سبت, 2021-09-11 02:09

في تقدير" محمد عادل زكي" الذي نقتبس رأيه، توضيحا لما نسعى اليه للكشف عن العلاقة بين الظواهر في التراث الاجتماعي، وتمظهراتها،  وتمثلاتها في واقع المجتمع الموريتاني الحالي، لذلك علينا أن  " درس الحاضر في ضوء الماضي لفائدة المستقبل، إنما يعني الفهم الناقد الواعي بحركة التاريخ البطيئة، والعظيمة التي كونت في رحمها الحاضر بجميع تفاصيله، وتركت لنا تشكيل المستقبل بدفع عجلات التاريخ "، وإذا كان المقدور عليه، هو رفض الفكر المتخلف، فيما يكتب ، ويوزع في المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي،، فسيكون التركيز للمقارنة بين الظواهر الاجتماعية، والقيم البالية في المواضعات الأجتماعية، وهي حاصل العادات، والتقاليد العرفية، و منها الحديث عن أساليب التكسب، الاسترزاق، وما يحصل من "تنظير" لها في السلوك الإداري، واللهاث خلف خيال المكانة الاجتماعية الممسوكة بخيوط التفكير العنكبوتي  في ثقوبه الطامسة لوعي المواطن، مما يشكل عقبة " أخيل" في حركية المجتمع الذي يرفس في أوحال التخلف الذي أنتج كتابا، بعضهم يستنسخ قيمه البالية، ويوزعها، فتغشي البصيرة، وتعمي الأبصار معا، وهو وعي سياسي" استكاني" يبحث صاحبه عن آليات قامعة لتفرض نفسها، وهي لا تعدو كونها من " التمظهر اللوني"، أو " التنكر" التمويهي، للكاتب نظرا لعجزه عن اكتساب  وعي سياسي، يفصله عن الواقع ، أوعن "الطبيعة "على رأي " هيجل"، ومن مظاهر الوعي الاستكاني، في تلك الظواهر المتخلفة التي يقابلها في تاريخنا ما لا يرفد الذاكرة الجمعوية  في"المخيال الاجتماعي"، لأنه  ميت،  أو منسي، ولكن بعض الكتاب يبالغون باحيائه ـ رغم أنه أولى بالموت من الاجيال ـ للقادم من الاجيال !

 ولا مشاحة في أن "عبد الحميد الكاتب" استمات في تعليم فن الكتابة  للكتاب  في عصره، وترك إرثا خالدا للكتبة، والمتأدبين،،أما الذين ضربوا صفحا عن جميل الذوق في تجاوز تلك الصنعة الأدبية، وتنرجسوا ـ من النرجسية ـ من كتابنا، وأحلوا وصاياهم العشر الى تعاليم " زرادشتية": فقد جرجروا أنفسهم بأفكارهم الى الضوء، وليس من قبيل أن " كثيرا من الضوء يعمي يا (ديكارت) على رأي بلزاك"، فكان ذلك من افضالهم على أنفسهم، ولكنه من مثالبها على المجتمع ، وهو استبعاث لتعاليم  في فن السلوك، أو " زرادشتية" جديدة، أبت الا أن يخلع صاحبها ثوب فضيلة القيم الحداثية، وسواء جعلها النقاد  " محايثة" لنفسه، أو  تقمصا لريادة " التخلف " في  الكتابة،، ولو أنه في رهطه  بمنزلة عبد الحميد الكاتب، و"نبي" النور والظلام "زرادشت"، رغم  القياس المفارق بين الأزمنة ، كما التفكير، ومضامين الرسائل الموجهة للمجتمعات، والانسانية في كل آن،،

 فهنيئا لك بجمال اسلوبك، ورمزيته الغامقة لونا، ورسالة فكرية، ولرهطك المدافع عن اللاشيء،، لكن ليتأكد  الجميع، أن الأجيال في المستقبل القريب، ستنظر إلى ما يكتب عبد الحميد الكاتب، زرادشتي موريتانيا، كما ننظر نحن  معشر الباحثين والمؤرخين  الى القيم المتخلفة التي لا تواكب العصر، لأنها انعكاس للواقع في مظاهره المتخلفة  التي تنقل في بعض الاجناس الأدبية، وهي تمثل" درجة الصفر للكتابة" على حد تعبير ( رولان بارت)،، كما نقل كتاب العصور الماضية بعض الظواهر، لا انتقاء لها ، إنما  لغرابتها، كالحاصل فيما كتب  صاحبكم، وما روج له من قيم بالية، تماما، كما نقل الشيخ الفاسي سامح الله صاحبه  الحاج  الذي التقى به، وهو: " أبو رستم النفوسي، وكان من تجار ـ مدينة ـ أودغست، أنه رأى منهن امرأة راقدة على جبينها، وكذلك يفعلين في أكثر حالهن اشفاقا من الجلوس على أردافهن، ورأى ولدها  طفلا يلاعبها، فيدخل تحت  خصرها، وينفذ من الجهة الأخرى من غير أن تتجافى له شيئا لعظم ردفها ولطف خصرها" ( البكري، المسالك والممالك، ص 164)

ويقابلها في كتاباته هذا الذي كتب عن الوصايا العشر وما تفتقت عنه قريحته، ويفتقد للانتماء الى قيم العصر، بل يؤطره  فكرعصور الانحطاط  بجدارة " أن تتصف بحظ لا بأس به من ( الانتهازية الذكية)، تعرف به كيف تداهن، وكيف تداخن، وكيف تحرك الخيوط خفية، وكيف تسرق من السارق، وتقص من القصاص، وكيف تعض كقملة القطيفة، وكيف تأتي ذلك بوجه، وهذا بوجه بحيث لا تفقد صديقا من أصدقائك، ولا فردا من جمهورك" ( يتبع) 

 

د/ إشيب ولد أباتي