"الحبشي ورفاقه في يد المقاومة بغزة": من هو الوسيط ..وكيف ستتم الصفقة.. أين السلطة ومصر؟ وخيارات حماس

أحد, 2015-07-12 03:35

بعد التصريحات المتتالية خلال المرحلة الماضية عن الجنود المخطوفين لدى كتائب القسام خلال الحرب الاخيرة على قطاع غزة، كشف المحللون عن انيابهم بتفاصيل جديدة عن عدد الجنود الاسرائيليين المتواجدين بغزة، بالاضافة للمختل العقلى الاثيوبى الاصل الذى سيحرك الرأى العام الاسرائيلى بقضيته.

وبعد تصريحات اسماعيل هنية الاخيرة عن انفراجة قريبة فى قطاع غزة، يحمل هذا التصريح فى طياته خفايا تحرك قوى للافراج عن الاسرى بصفقة جديدة واطلاق سراح الجنود، سيكون ثمنه مكسب للشعب الفلسطينى وسكان قطاع غزة بالذات.

عنصرية اسرائيل تظهر فى مواطن اثيوبى(الثورة الاثيوبية)

قال المحلل و الخبير في الشأن الاسرائيلي د. عمر جعارة ان اسرائيل لا تستطيع ان تحصل على معلومات عن الاسرى حتى تقوم بعمليات ذات تقدم كبير، مشيرا الى ان لاسرائيل تجربة في ذلك من خلال صفقة شاليط، بالاضافة الى ان عائلة الاثيوبي مينغستو شعرت بشعور التمييز العنصري الكامل في دويلة اسرائيل لان نتنياهو طلب بعدم الافصاح عن الحدث لأحد.

واضاف جعارة لـ"دنيا الوطن": "وجهة النظر الان في اليهود الاثيوبيين هو انه لا يمكن للطائفة ان تصبر على مينغستو كما صبرت على اهانة الجندي، حيث اندفعوا في الشوارع و نظموا اعتراضات كبيرة في اسرائيل و قام نتنياهو بالاجتماع مع عائلته، وبالتالي فان الاحتجاجات الطائفة الاثيوبية ستكون اشد، لذلك فان المسئول عن المفقودين و الاسرى من قبل نتنياهو نظم مؤتمر صحفي و قدم اعتذارا رسميا للعائلة و هذا لاول مرة يحدث في تاريخ اسرائيل، فكل هذه المعطيات دفعت اسرائيل لكي تسرع في الاعلان عن ذلك في السيناريو التالي حيث قالت اسرائيل بانه رجل مريض نفسيا ، فيما قالت اسرة مينغستو انه ليس مريضا، فيما ردت حماس باعلانها عن انها اطلقت سراحه لانه مريض نفسيا و هذا يأتي من باب زيادة ضغط المقاومة على اسرائيل في ذلك".

واشار جعارة الى ان هناك سؤال مطروح على الاعلام الاسرائيلي وهو: لماذا اسرائيل اخفت المواطنين الاسرائيليين الاسيرين بيد المقاومة الفلسطينية؟ ، مجيبا عليه ان هذا "التطنيش" للاعلام الاسرائيلي من اجل التخفيض من سقف مطالب المقاومة الفلسطينية لذلك بينوا بانهم غير مهتمين و اتهموا المواطن الاثيوبي بالجنون، لافتا الى ان المقاومة في المقابل ردت على ذلك بقولها "ان المواطن الاثيوبي مجنون و اطلقنا سراحه اذهبوا و ابحثوا عنه".

وفي السياق تساءل جعارة بهل نجحت اسرائيل اطلاق سراح مينغستو في الحروب التي سبقت اطلاق سراحه؟، مجاوبا بلم تنجح وبالتالي فهي نفس النتائج التي ستحدث اذا ما اقدمت على حرب رابعة، مشيرا الى ان الاسرائيليين يتساءلوا بانه ماهي الفائدة اذا ما شنت  جولة عسكرية رابعة؟، وبالتالي لن تكون نتائجها مغايرة عن الجولات الثلاثة السابقة، مبينا ان الاسرائيلي مقتنع بانه امام عدو قاس قوي منضبط ومنتظم.  

وفي نفس الموضوع كتب المختص في الشان الاسرائيلي الدكتور سفيان ابو زايدة مقالاً تحدث فيه عن عملية اختطاف الاثيوبي في غزة وجاء في المقال :"اصيب الاسرائيليون بالصدمة بعد سماح الرقيب العسكري بنشر المعلومات التي كانت موجودة لدى العديد من الصحفيين بأن هناك اثنين من الاسرائيليين دخلوا غزة منذ اشهر و مصيرهم لم يعد معروف. سماح الرقيب العسكري جاء بعد اعلان السيد خالد مشعل من الدوحة بأن اسرائيل طلبت من حماس الافراج عن اسرائيليين اثنين و جثتين."

وبحسب ابو زايدة فقد اخفت الجهات الاسرائيلية العليا الامر عن النخبة السياسية وقال :"الصدمة لدى الاسرائيليين بأن كل القيادة السياسية لم يتم ابلاغها بالامر ، حيث لم يتم ابلاغ اعضاء الكابينت المصغر و لم يتم ابلاغ لجنة الخارجية و الامن او على الاقل رئيسها. حتى وزير الخارجية الاسبق ليبرمان قال انه لم يكن لديه علم بالامر عندما كان في منصبه".

واضاف ابو زايدة في السياق ذاته :"تبرير نتنياهو و الجيش و الامن في اسرائيل بعدم الاعلان عن فقدان ابرهة منغيستو من اصل اثيوبي و مواطن اسرائيلي اخر من فلسطيني الداخل، ( ما زال الحظر على نشر اي تفاصيل بشأنه) بأن الاعلان عن هذا الامر قد يؤثر على جهود اعادته باسرع وقت ممكن"

وبحسب ابو زايدة فان اعلان اسرائيل عن الاثيوبي بانه مختل عقلياً سيزيد من فرص استفادة حماس خاصة بعد اعتذار مكتب نتنياهو عن التصريحات وقال في مقاله :"حيث طالبت اسرائيل منذ اللحظة الاولى لدخوله غزة، طالبت اعادته لهم على اعتبار انه مختل عقليا. التخوف الاسرائيلي بعد الاعلان عن هوية الاسرائيلي من اصل اثيوبي ان يزيد من التوتر مع يهود اثيوبيا الذي يبلغ عددهم حوالي مئة و خمسين الف نسمه. الخشية ان يتكرر سيناريو شاليط و تتحول قضيته الى قضية رأي عام او رأس الحربه لليهود الاثيوبيين للصدام مع الدولة، الامر الذي ستعرف كيف ستستفيد منه حماس في مفاوضاتها المستقبلية".

وتحدث ابو زايدة عن التكتيك الاسرائيلي وكيفية تعامل اسرائيل مع مواطنيها بتمييز وقال :"التكتيك الاسرائيلي واضح، وهو الفصل التام بين قضية ابرهة  منغستو و المواطن الاسرائيلي الاخر، و بين الجنود المفقودين خلال الحرب الاخيرة شآوول اورن و هدار غولدن التي تتعامل معهم اسرائيل على انهم ليسوا على قيد الحياة " .

اضاف في ذات السياق ::"في الحالة الاولى تحاول اسرائيل اعادة ابرهة الحبشي دون ان تدفع اي ثمن باعتباره ليس اسير حرب و بادعاء انه مريض نفسيا ، اما في الحالة الثانية فأنهم يدركون بأن اعادة شأوول و هدار سواء كانوا احياء او جثث لن يكون بدون ثمن".

ومن جهة حماس يقول ابو زايدة ان الحركة اعتمدت التمويه والاخفاء للمعلومات قائلاً :"حماس من ناحيتها و خلال العشرة شهور الماضية من دخول ابرهة الحبشي الى غزة ، هي الاخرى لم تعلن عن هذا الامر و لكن لاسباب مختلفه تماما. من الواضح انها كانت معنية و ما زالت في ان يكون مصيره كمصير الجنود الاثنين المفقودين خلال الحرب، لهذا السبب ايضا لم تدلي بأي معلومات اوتصريحات حول مصير ابرهة، على العكس تماما ، ووفق ما يقوله الاسرائيليون ان الردود التي تلقوها من خلال الوسطاء و المبعوثين بأنه غير موجود لديهم و لا يعرفون عنه شيء" . 

واردف ابو زايدة :"عدم اعلان حماس و التزامها الصمت طوال المرحلة السابقة عن وجود ابرهة الحبشي هو من باب الخلط بين مصير من وقع في الاسر خلال الحرب سواء احياء او اموات و بين من دخلوا غزة بعد الحرب بمحض ارادتهم"

ونشر الكاتب حسام الدجنى مقالا بهذا الخصوص يقول فيه" من المحتمل أن يكون المواطن الأثيوبي والعربي خارج هذا العدد وفي حال شهدنا سيناريو الإفراج عنهم مقابل الإفراج عن بعض الأسرى وعلى وجه التحديد محررو صفقة وفاء الأحرار، فإن ذلك من شأنه دعم النتيجة التي توصلنا إليها. ويبقى ذلك في إطار التحليل الذي يحتمل الصواب والخطأ، وكلمة الفصل به للمقاومة وللحكومة الإسرائيلية.
 

المفاوضات وتهميش السلطة

وفي السياق ذاته اوضح جعارة ان تجارب المقاومة الفلسطينية مع الوسطاء سلبية ما عدا الوسيط الالماني، مشيرا الى انه من الاجدر ان تكون المفاوضات مباشرة بين المقاومة و اسرائيل بشرط الا يكون هناك تعدي على الثوابت الفلسطينية لا من جانب المفاوض في رام الله ولا من جانب المفاوض في غزة، وبالتالي فان جانب المفاوض في غزة لديه فرص هائلة لتحقيق انجازات كبيرة للشعب الفلسطيني خاصة فيما يتعلق بالاسرى و الاعمار والاقصى والاستيطان في الضفة، مشددا على ضرورة الا يعتبر المفاوض المقاوم في غزة القضية غزاوية و انما يجب ان يعتبر القضية فلسطينية بغض النظر عن وجود منهجين مختلفين.

بدوره اكد المحلل السياسي اكرم عطا الله انه لايوجد طرق بديلة لاطلاق سراح الاسرى الا من خلال صفقة تبادل الاسرى، لافتا الى ان هناك تاريخ طويل مرتبط  بالكثير من الصفقات بين اسرائيل و فلسطين و العرب، مشيرا الى ان اسرائيل حاولت ان تبحث عن جلعاد شاليط ولم تنجح فاضطرت ان تعقد صفقة تبادل الاسرى.

وقال عطا الله: "من الواضح اننا امام صفقة تبادل، والمثير في الموضوع ان اسرائيل عينت مبكرا مسئولا عن ملف تبادل الاسرى وفتحت الملف مبكرا حيث ان اسرائيل في كل مرة تترك ما لديها من اسرى لدى المقاومة و رأينا شاليط الذي بقي لدى المقاومة لسنوات و لم تفتح الموضوع، اما الان فانها فتحت هذا الملف مبكرا حيث لم يمض عام على الجنديين التي تفقدهما والمدنيين، و السبب في ذلك ان اسرائيل تخوض مفاوضات هدنة طويلة مع حركة حماس ولا تريد ان تترك موضوع الاسرى حتى تكون حركة حماس بأريحية اكثر وترفع سقف شروطها، حيث ان اسرائيل تريد ان تستغل ازمة حركة حماس و حاجتها للتهدئة و الانفراجات و فتح المعابر وتضع موضوع الاسرى حتى تكون حركة حماس ليست مؤهلة".

وفيما يتعلق بدور السلطة الوطنية الفلسطينية في الصفقة قال عطا الله: "ان السلطة فقط مستمعة وتتلقى تقارير من الوسطاء وتستمع لما يدور وليس لها علاقة بالموضوع على الاطلاق، حيث ان الوسطاء لا يعطوا السلطة اكثر من التقارير ولا حركة حماس مستعدة ان تعطي السلطة دور ولا اسرائيل ايضا مستعدة ان تعطي السلطة دور وبالتالي هناك توافق على تهميش السلطة و الانقسام اعطى حركة حماس مبررا بتهميش السلطة".

وعلل عطا الله سبب تهميش السلطة بان ليس لها نفوذ في غزة و ليس لها علاقة بالاسرى، و ان حكومتها غير فاعلة ولم تسعى بما فيه الكفاية لان يكون لها وجود في غزة، لافتا الى ان السلطة تريد كل شيء في غزة و حماس ايضا تريد كل شيء في غزة، على حد تعبيره.

وبين انه اذا كانت اسرائيل تتفاوض مع حركة حماس دون الفصائل و اذا كانت حماس تتفاوض بدون الرجوع الى السلطة هذا الامر يعني اقصاء السلطة، ويذكر انه بعد الحرب الاخيرة كان الوفد الفلسطيني الى القاهرة بخصوص التهدئة شاملا يضم السلطة و حركة فتح و الفصائل، مشيرا الى ان اسرائيل هربت و لم تستكمل الحوار مع هذا الوفد و التفت لترسل وسطاء غير مباشرين لحركة حماس.
 

اندلاع حرب

وصدر بيان عن  المقاومة الفلسطينية في غزة و الذي يقول ان كل الصواريخ التي استخدمت في حرب 2014 هي من صنع محلي ما عدا صاروخ جراد الروسي.

   وفيما يتعلق بامكانية اندلاع حرب خاطفة على غزة اشار عطا الله الى ان هذا الامر يتعلق بمفاوضات هدنة طويلة الامد، لافتا الى ان الجانبين اذا اتفقا على هدنة طويلة الامد فلن يكون هناك حرب، اما اذا تعثرت المسألة يمكن لاسرائيل ان تشن عدوان قصير من اجل توقيع اتفاق هدنة طويلة، مبينا ان كل الظروف تدل على الذهاب الى هدنة طويلة الامد.

وعن سيناريوهات الصفقة قال ابو زايدة :"على اية حال، حتى الان اسرائيل لا تهدد باحكام الحصار على غزة كما حدث بعد اسر جلعاد شاليط، و لم تهدد حتى الان بالخيار العسكري من اجل الضغط على حماس لاعادة جنودها و مفقوديها. على العكس تماما ، ما تريده اسرائيل هو مزيدا من التهدئة و مزيدا من الاجراءات التي تخفف من حالة الاحتقان في غزة خوفا من ان تنفجر في وجهها من جديد."

مضيفا ابو زايدة في ذات التوجه :"كل ما تفعله اسرائيل هو التعامل بسلبية مع الطلبات الانسانية التي لها علاقة بعائلات قيادات حماس ، خاصة طلبات العلاج في مستشفيات الضفة او المستشفيات الاسرائيلية، وبطبيعة الحال هذا لن يجبر احد عن التنازل عن شروطه في اجراء عملية تبادل يتمخض عنها اطلاق سراح مئات المعتقلين، و على رأسهم محرري صفقة شاليط الذي اعادة اسرائيل اعتقالهم من جديد." 

الوفود الالمانية لغزة والهدف المخفى والتدخل المصرى(المفاوضات)

وفي سياق زيارات الوفود لغزة ومن سيكون الوسيط فيها , قال الخبير في الشان الاسرائيلي د عمر  جعارة: "اسرائيل الان مقدمة على تبادل اسرى مشرف وترفع الكثير من معاناة الاسرى الذين مكثوا في السجون لفترات طويلة وبالذات ان اسرائيل بدأت الان باطلاق سراح بعض الذين تم اعتقالهم بصفقة وفاء الاحرار، حيث انها اطلقت سراح اثنين امس، وبالتالي فان فكرة اطلاق سراحهم واردة في الثقافة السياسية الاسرائيلية مقابل صفقة كاملة". 

واستطرد قائلا: "الكلام لا يتم فقط على تبادل الاسرى و انما يتم الكلام عن تبادل كامل بما فيها وقف اطلاق النار طويل الامد، يعني اذا دخل وقف اطلاق النار الى خمس سنوات مع تبادل الاسرى فان هذه الصفقة هي الطريقة الوحيدة لألا يتم اغلاق مطار اللد امام حركة النقل الجوي العالمي و الا يتم ترحيل مالا يقل عن 100 الف اسرائيلي من الجنوب الى الشمال والا يصبح الوسط عبارة عن (دبليو سربين) الذي يعني طابور طلاب مكون من 36 طالب فإضيف له4 ليصبح 40 طالب، حيث ان الشمال ليسوا متحملين الكمية ، فكيف اذا ما وصلوا سكان الجنوب الى الشمال تحت تطوير صواريخ المقاومة عبر التكنولوجيا المحلية من خلال العلم و التعلم والتخطيط و الترتيب و الاضافة و الابتكار".

وفيما يتعلق بملامح الصفقة القادمة بين الاسرائيليين والمقاومة بين عطا الله انها لن تكون بعيدة كثيرا عن الصفقات الماضية المتعلقة بصفقة شاليط، لافتا الى ان حركة حماس ستطالب بالافراج عن المؤبدات ومن الواضح انه سيطلق سراحهم حيث ان حركة حماس ستستفيد من التجربة الماضية، مشيرا الى ان حماس لديها عدد اكبر للتفاوض عليهم وهذا يعني ان السقف سيكون مرتفعا، حيث ان اسرائيل تشكو من اسلوب حركة حماس عندما تقول بان حماس تخضع الاسرى للابتزاز وهذا نوع من الشكوى المبطنة، على حد تعبيره.

وفي السياق اوضح انه يجري الحديث الان عن الوساطة الالمانية، مبينا ان الخبرة الالمانية كبيرة حيث ان وفد من المخابرات العامة الالمانية زار قطاع غزة وكان يبحث موضوع الاسرى، موضحا ان وزير الخارجية الالماني بالاضافة الى وفد كبير هم على علاقة بهذا الملف، مؤكدا انه ليس من المستبعد ان تكون مصر حاضرة في الصفقة حيث انها راعية للملف الفلسطيني ولن يكون الملف من خلف ظهر مصر، متوقعا ان مصر و المانيا سيكونان خلف هذا الملف.

ونوه المحلل السياسي عطالله انه ثبت بالتجربة بالرغم من كل المشاكل التي تعترض مصر فانها تولي اهتمام كبير في القضية الفلسطينية، حيث قال: "رأينا ان المصالحة اتت بعد اشهر قليلة من اطاحة نظام الرئيس السابق حسني مبارك وقلنا بان مصر ستنشغل باعادة بناء نظامها الا اننا تفاجئنا بانها ترعى ملف المصالحة و خلال السنوات الماضية فان ملف التهدئة خلال العدوان الاخير على غزة ايضا قدمت مصر رعايتها لهذا الملف في ظل انشغالها، بمعنى صحيح ان مصر مشغولة بنظامها الداخلي الا انها تتعاطى مع الملف الفلسطيني كأنه جزء من انشغالاتها".

واضاف سفيان ابو زايدة في مقاله عن التكتيك المتوقع من حماس :"تكتيك حماس المعاكس للتكتيك الاسرائيلي في التعامل مع الجنود و المفقودين هو ان اي حديث او مفاوضات سواء عن الجنود المفقودين الذي تقول عنهم اسرائيل انهم ليسوا على قيد الحياة او اي شخص اخر يجب ان يسبقه اطلاق سراح اسرى صفقة شاليط الذين اعتقلتهم اسرائيل في الضفة الغربية. هذه الاجابه هي التي سمعها كل من دخل غزة من وفود وعرضوا وساطتهم او خدماتهم . قبل اي مفاوضات يجب ان يطلق سراح محرري شاليط و قبل الادلاء بأي معلومات حول مصيرهم يجب ان يكون هناك ثمن لذلك" . 

الصندوق الاسود برفح ودلالات الاصابع الثلاثة 

وحول رسائل حماس الخفية من الصندوق الاسود برفح الى علامات الاستفهام في ميدان الساحة مؤخرا قال الخبير جعارة  :"لذلك فان العرض العسكري الذي اقامته حماس في غزة برفع مجسم بثلاثة اصابع دليل على ان هناك ثلاثة اسرى و ليس اثنين وبالتالي قد يتكلمون على اكثر لان النقطة المهمة هي انه اذا كانت كتائب القسام وصلت الى مدرعة ناقلة الجنود قبل تدميره فان هناك عدد كبير من الاسرى في يد المقاومة و اذا وصلت المقاومة الى المدرعة بعد تدميرها فان هناك اشلاء او جثث، وبالتالي السؤال هو متى وصل القسام الى ناقلة الجنود قبل التدمير ام بعده؟ فاذا كان قبل التدمير فان هناك اسرى وليس اسير او اثنين لان الناقلة تقل 7 جنود، اما اذا وصلوا بعد التدمير فان هناك جثث".

وقال الكاتب حسام الدجنى فى مقاله" عام كامل والصمت سيد الموقف لدى (إسرائيل) والمقاومة حول أعداد الأسرى الصهاينة بيد حركة حماس، حتى بدأت الإشارات تصدر من المقاومة، وأولى تلك الإشارات كان يوم 14/12/2014م في الخطاب الشهير لأبي عبيدة الناطق باسم كتائب القسام، حيث قال: لدينا جنود. ولم يقل لدينا جندي في إشارة إلى شاؤول أرون، ومنذ تلك اللحظة بدأنا كمراقبين نرصد التصريح تلو التصريح لنصل لنتيجة أن لدى كتائب القسام أكثر من أسير، ثم جاءت الإشارة الثانية في أحد مهرجانات حماس في مدينة رفح عندما تحدث قادة حماس أن لديهم صندوقاً أسود، والثقة التي تتحدث بها قيادات حماس ثقة الواثق والقوي، والحراك الدبلوماسي الكبير يؤكد أن هناك هدفا تسعى له الأطراف الدولية لحفظ ماء وجه (إسرائيل)، وحماس اكتسبت خبرة كافية في التعاطي مع هكذا أمور فهي تريد العنب ولا تريد مقاتلة الناطور.. هي تريد الإفراج عن أسرى وتخفيف الحصار عن غزة، ولا يعنيها أي شيء غير ذلك".

واضاف الكاتب الدجني :"ثم جاء المؤشر الثالث عبر لوحات جدارية وضعتها كتائب القسام في أماكن متعددة وكانت الجدارية التي وضعت بالقرب من منزل الأسير القسامي القائد حسن سلامة الأكثر أهمية وإثارة، حيث وضعت ساعة على عقاربها أسماء الجنود المخطوفين منذ عام 1988-وحتى عام 2014م، ولم تضع كتائب القسام سوى صورة واسم الجندي شاؤول ارون، وهذا يطرح سؤالا حول مستقبل الجندي هدار غولدن وهل سيكون مستقبله يحاكي مستقبل الطيار المفقود رون أراد..؟

مضيفا في مقاله المنشور بصحيفة فلسطين :"ثم تستكمل عقارب الساعة بثلاث علامات استفهام وهذا له دلالتان: الأولى أن لدى القسام في عام 2014 ثلاثة أسرى من الجنود الصهاينة. الثاني: أن علامات الاستفهام تؤكد على منهجية وطريق كتائب القسام في أسر الجنود كهدف من أجل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين".

هذا الغموض الايجابي يربك الساحة الإسرائيلية، ويمنح حماس قوة في إدارة المفاوضات، ويدلل بما لا يدع مجالاً للشك أن حماس فاعل مهم في معادلة الأمن والاستقرار بالمنطقة لا يمكن تجاهلها.

وعند ربط التصريحات بعضها ببعض نصل إلى أن دلالات علامات الاستفهام مرتبطة بعدد الجنود لدى حماس، فثلاث علامات استفهام أي ثلاثة جنود يضاف إليها شاؤول أرون، فإن العدد هو أربعة جنود، ويبقى لغز هدار غولدن ينتظر لحظة الكشف الرسمي عن الصندوق الأسود.

خلاصة القول: النتيجة التي وصل إليها المقال تتلخص في احتمالية أن لدى كتائب القسام أكثر من جنديين، وأن مستقبل هدار غولدن يحاكي مستقبل الطيار الإسرائيلي المفقود رون أراد، وأن فرص إتمام صفقة تبادل هي قوية، وحماس واثقة بما لديها من أوراق دفعت العالم وإسرائيل لتغيير قواعد اللعبة في التعاطي معها.

 ساعة الصفر فك حصار غزة 

وقال جعارة الخبير في الشأن الاسرائيلي: "ان الاعلام الاسرائيلي فيما يتعلق بانشاء ميناء للفلسطينيين و اقامة مطار و رفع الحصار، حيث لايوجد اسرائيلي الان يرفض وجود ميناء في قطاع غزة ولايوجد اسرائيلي لايريد رفع الحصار عن قطاع غزة واعطاءهم ميناء واعطاءهم رفاهية اقتصادية و نوع من الانجازات، وبالتالي هذه الفكرة مقبولة قبول تام للثقافة السياسية الاسرائيلية و حتى لدى الحكومة المقلصة كحكومة نتنياهو بـ61 صوتا".

وحول النتائج رأى عطا الله ان صفقة تبادل الاسرى انها ستكون ضمن صفقة كبيرة لها علاقة بالاسرى و المعابر و التهدئة طويلة الامد والميناء البحري و المطار، مشيرا الى ان المفاوضات تسير على كل الاصعدة، قائلا : "نحن امام شيء اكبر من موضوع الاسرى وحده و ان كان موضوع الاسرى هو الاهم في موضوع الصفقة".

واوضح عطالله ان بموضوع هدنة طويلة الامد فان اسرائيل ترغب في ذلك و الذي سيدفعها لفتح المعابر والانفراجات في سياق بما تفكر فيه اسرائيل بمشروع فصل غزة، اما في موضوع  الاسرى فان اسرائيل بالطبع سترضخ، لعدم وجود بدائل واسرائيل دفعت اثمان وعليها الان ان تدفع الثمن في موضوع الاسرى، حيث ان اسرائيل دائما ترفع شعارات كبيرة و تذهب الى الكنيست وتصدر قوانين في الاسرى بان اموات يطلب مقابلهم اموات و احياء يطلق مقابلهم احياء، ولكن في النهاية سترضخ اسرائيل لمطالب المقاومة، و ستدفع الثمن لان ليس لديها بديل غير ذلك.

وفي السياق اكد ان هناك انفراجة تحدث عنها نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، بالاضافة الى ان طبيعة المفاوضات التي تقول بان الامور ستسير في هذا الاتجاه، لافتا الى ان اسرائيل لديها رغبة في انهاء ازمة اسمها غزة و الصداع المزمن الذي يسمى غزة وهذا لا يمكن ان يكون الا من خلال صفقة تهدئة كبيرة وهذا يتوافق مع ما تفكر به اسرائيل في فصل غزة.

واختتم الدجن ىمقاله قائلا" حديث القسام بأن فجر الحرية قد اقترب يدلل بأن هناك حراكا دوليا لإتمام صفقة تبادل بين (إسرائيل) وحماس، وبذلك يحتاج نتانياهو لتهيئة الرأي العام الإسرائيلي تدريجياً لتحمل الصدمة، ولدعم ذلك سمحت (إسرائيل) بالإعلان عن حادثة فقدان الإسرائيليين".

 

المصدر: دنيا الوطن