إبراهيم عبدالله صرصور: حتى لا تنهار البقية الباقية من مصداقية الاحزاب العربية

خميس, 2019-07-04 18:30

يحز في نفسي هذا الخلاف والاختلاف بين الأحزاب على ضوء قرار لجنة الوفاق مما ينذر بعاصفة جديدة ستذهب بما تبقى من مصداقية الأحزاب التي أصيبت بعطب شديد على خلفية ازمة التناوب في دورة 2015/2019، والفشل في تشكيل المشتركة قبل انتخابات 2019/4..
لذلك وإيمانا مني انه ما من معوق يبرر تعثر تشكيل القائمة المشتركة الجديدة حتى الآن، وحرصا مني على تجاوز الازمة الحالية سريعا جدا، رأيت من المناسب في هذه العجالة ان أذكر الجميع بما لا يجب نسيانه مساهمة مني – ربما – في مساعدة الأطراف للسرعة في انجاز المشروع الوطني الكبير..
(1)
كم كنت أتمنى لو انفتحت المشتركة الجديدة لقوى سياسية وشخصيات وازنة في مجتمعنا العربي من خارج الأحزاب الأربعة، تعزيزا لقوتها وتوسيعا لفضائها حتى تكون تحالفا وطنيا شاملا.. اما وان لجنة الوفاق قد اتخذت قرارها بتحديد المواقع من 1 – 16 من خلال الأحزاب الأربعة، فلا املك – آسفا – الا التعامل مع الواقع رغم أسفي لوقوعه..
فكرت فيما يمكن ان يكون معيارا – في ظل غياب أي معيار/معايير متفق عليها – لحل الاشكال الأساسي في قرار (الوفاق) الذي ظهر انه (المعوق) الأكبر أمام تشكيل القائمة المشتركة الجديدة حتى الان، فوجدته في معطيات الأحزاب العربية الانتخابية..
سأنطلق من القاعدة ان لجنة الوفاق قد انهت – مشكورة ومأجورة وغير مأزورة –  مهمتها كما أعلنت في بيانها، وأنها لن تدخل في “معمعة” التعديلات حسب طلب بعض الأحزاب، محيلة الملف كله للأحزاب الأربعة للنظر في سوء الفهم الذي نشأ، واتخاذ القرارات المسؤولة المناسبة بشأن حله سريعا…
كم كنت اتمنى شخصيا عقد جلسة مشتركة للوفاق مع ممثلي الأحزاب الأربعة لاتخاذ القرارات النهائية لحل الازمة الجديدة، لكني الحظ ان الأمور – على الأقل حتى هذه اللحظة – لا تسير في هذا الاتجاه!
لن أشارك “المؤبنين” من كتابنا للأحزاب العربية، ولا الذين فتحوا “بيوت الأجر” لتلقي العزاء في وفاة السياسة الحزبية، لكني سأنحى منحى متفائلا وإيجابيا في التعاطي مع الاشكال، وما أكثر الاشكالات في حياتنا التي تستحق ان نتعامل معها بكل المسؤولية الدينية والوطنية بعيدا عن أساليب النعي والتأبين والتثبيط والتيئيس..
لا يمكن قياس قوة الأحزاب من خلال محطة واحدة في تاريخها الانتخابي. المنطق المتفق عليه لدى اهل العقل والدراية ان قياس القوة تؤخذ على محور زمني طويل، وهو مسار يظهر تذبذب قوة الأحزاب قوة وضعفا بناء على عوامل كثيرة لا تتسع هذه الخاطرة لعرضها بالتفصيل..
متوسط أعضاء الأحزاب العربية على محور زمني طويل يعتبر مؤشرا قويا يمكن الاعتماد عليه في حل الاشكال إذا توفرت الإرادة المخلصة لذلك..
(2)
 فيما يلي قائمة بعدد اعضاء الأحزاب العربية المختلفة منذ العام 1984 وحتى العام 2019:
أولا – الكنيست ال 11 / 1984:
الجبهة: 4 أعضاء
التقدمية: 2
ثانيا – الكنيست ال 12 / 1988:
الجبهة: 4 أعضاء
التقدمية: 1
الديموقراطي العربي: 1
ثالثا – الكنيست ال 13 / 1992:
الجبهة: 3
الديموقراطي العربي: 2
رابعا – الكنيست ال 14 / 1996:
جبهة + تجمع: 5 (جبهة 4، 1 تجمع)
الموحدة: 4 (حركة إسلامية 2، ديموقراطي عربي 2)
خامسا – الكنيست ال 15 / 1999:
الجبهة: 3
تجمع + تغيير: 2 (تجمع 1، تغيير 1)
موحدة: 5 (حركة 2 ، ديموقراطي 2 ، هاشم محاميد 1)
سادسا – الكنيست ال 16 / 2003:
الجبهة + تغيير: 3 (جبهه 2، تغيير 1)
الموحدة: 2 (حركة 1 ، ديموقراطي 1)
تجمع: 3
سابعا – الكنيست ال 17 / 2006:
الجبهة: 4
الموحدة: 4 (حركة 2 ، ديموقراطي 1 ، تغيير 1)
تجمع: 3
ثامنا – الكنيست ال 18 / 2009:
الجبهة: 4
الموحدة: 4 (حركة 2، ديموقراطي 1، تغيير 1)
تجمع: 3
تاسعا – الكنيست ال  19 /  2013 :
الجبهة: 4
الموحدة: 4 (حركة 3، تغيير 1)
تجمع: 3
عاشرا – الكنيست ال 20 / 2015:
مشتركة: 13 عضوا (جبهة 4.5، حركة إسلامية 3.5، تجمع 3.5، تغيير 1.5)
احدى عشر – الكنيست ال 21:
الجبهة + تغيير: 6 (الجبهة 4، التغيير 2)
الموحدة + التجمع: 4 (حركة إسلامية 2، تجمع 2)..
(3)
 يلاحظ من الاستعراض أعلاه ما يلي:
أولا – متوسط أعضاء الجبهة على المحور الزمني المذكور هو 4+
ثانيا – متوسط أعضاء الحركة الإسلامية على نفس المحور الزمني 3+
ثالثا – متوسط أعضاء التجمع على نفس المحور الزمني 3
رابعا – متوسط أعضاء التغيير على نفس المحور الزمني 2-
(4)
 وعليه: انصح تجاوزا لسوء الفهم الذي وقع بعد اعلان لجنة الوفاق عن قرارها بخصوص تركيبة المشتركة الجديدة بما يلي:
أولا – الجبهة 4 أعضاء في العشر الأوائل كما جاء ترتيبهم في قرار الوفاق
ثانيا – عضو الجبهة الخامس ينتقل من الموقع 12 (حسب قرار الوفاق)، الى الموقع ال 13 مناصفة مع التغيير إذا لم يدخل العضو الرابع عشر المخصص للتغيير في المشتركة حسب قرار الوفاق.
ثالثا – الحركة الإسلامية (الموحدة) 3 أعضاء في الاحد عشر الأوائل كما جاء ترتيبهم في قرار الوفاق (2 في العشر الأوائل + الثالث في الموقع 11).
رابعا – التجمع 3 أعضاء من 1 الى 12 (اثنان في العشر الأوائل كما جاء ترتيبهم حسب قرار الوفاق + الثالث ينتقل من الموقع 13 (كما في قرار الوفاق) الى الموقع 12)..
خامسا – التغيير 2.5 (اثنان في العشر الأوائل كما جاء ترتيبهم حسب قرار الوفاق + نصف الثالث في الموقع 14 مناصفة مع عضو الجبهة الخامس موقع 13، إذا لم تحصل القائمة على 14 عضو)..
(5)
اعترف لكم انني ما مددت يدي الى قلمي لأخط هذه الكلمات الا بعد ان اطمان قلبي انني تجردت فيما سأكتب من كل غاية او هدف او مصلحة او انحياز.. فأزعم أني كنت فيما اقترحت مبتغيا وجه الله تعالى أولا، ثم مصلحة شعبي ومجتمعي الذي “زهق” من استمرار لعبة عض الأصابع التي ما عادت تعليق بشعب يواجه ما يواجه من التحديات..
اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد…
**** الرئيس السابق للحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني
إبراهيم عبدالله صرصور