اقتراعُ22يونيو..ملاحَظاتٌ و استشرافَاتٌ / المختار ولد داهى،سفير سابق.

ثلاثاء, 2019-06-25 06:26

انتهت الانتخابات الرئاسية  بعدحملة انتخابية "شبه ساخنة"مدشنة و لأول مرة بموريتانيا تداول السلطة بين رئيس منتخب مغادر و رئيس منتخب آخر   و قد فاز السيد محمد ولد الغزوانى بالشوط الأول بنسبة نافت قليلا على 50%  متقدما على منافسيه الخمسة الآخرين. 

و قد أتيحت  لي -بفضل موقعى ضمن طواقم حملة المترشح المنتخَبِ- المتابعة المباشرة و غير المباشرة للعديد من مكاتب الاقتراع  و هو ما مكننى من  تسجيل الملاحظات التالية:

أولا-الشفافية و السكينة خلال ساعات الاقتراع:تميزت ساعات الاقتراع بالشفافية بفضل يقظة و تأهب  ممثلى المترشحين و تجربة و نزاهة مكاتب الإشراف على التصويت كما  تميز  الاقتراع  أيضا بالسكينة والأحاديث الودية بين المصوتين أوقات تواجدهم بطوابير الاقتراع  مما يدل على الثقة فى عملية الاقتراع و مخرجاتها؛:

ثانيا-ارتفاع نسبة المشاركة:شكلت نسبة المشاركة الإجمالية( 62%)  "نصف مفاجأة"للعديد من المراقبين الذين توقعوا نسبة أخفض بفعل الظروف المناخية شديدة الحرارة ليوم الاقتراع بالمدن الداخلية حيث يتواجد 80%من الناخبين  و هجرة العديد من سكان المدن الداخلية إلى نواكشوط  طلبا لمناخ أكثر رأفة و رحمة؛

ثالثا-مفاجأة "الترتيب الانتخابي"للمنافسين الأربعة:مثل الترتيب الانتخابي للمنافسين الأربعة مفاجأة   انتخابية "مكتملة الأركان"أوضحت بلغة صناديق الاقتراع-و التى هي أكثر اللغات فصاحة"حاجة العقد الاجتماعي الموريتاني إلى مراجعات  عقلانية.

و تأسيسا على الملاحظات آنفة الذكر  أتوقع فى المدنيين العاجل و القريب ما يلى:

1-اعتراف المترشحين الأربعة بالنتائج بعد إعلانها النهائي من المجلس الدستوري: يكاد يكون من الأكيد  اعترافٌ "متفاوت الحرارة" من المترشحين الأربعة بنتائج الانتخابات الرئاسية و ذلك بعد أن يستوفي المترشحون التظلمات و الطعون أمام المجلس الدستوري و التى  يبدو أنها لا ترقى إلى المساس بسلامة الانتخابات. 

و يؤسس هذا التوقع على هشاشة الطعون التى سيتقدم بها المترشحون أولا كما يُبنى ثانيا على  التجربة و الحنكة و الحكمة التى يتمتع بها المترشحون  و  ظُهَرَاؤُهُمْ من الأحزاب السياسية و الشخصيات المرجعية و صَنَعَةِ الرأي من الإعلاميين و المدونين،..

2-تدشين عهد جديد من الشراكة بين الموالاة و المعارضة:تعهد الرئيس المنتخَبُ محمد ولد الغزوانى فى برنامجه الانتخابي بتهدئة المشهد السياسي و إنى لمتوقع بحفل التنصيب إشارات قوية تدل على شراكة بناءة بين الموالاة و المعارضة خلال الخمسية المقبلة  عناوينها الاعتراف و الاحترام المتبادل و التنسيق حول القضايا الإجماعية و المستعجلات الوطنية؛:

3-بناء إجماع وطني عريض حول "المستعجل الاجتماعي":أجزم بأن الرئيس المنتخَبَ تسلم رسالة اقتراع 22يونيو الأولى و التى تصدع بواجب بناء إجماع وطني عريض و "خطة مارشلية"لردم الفوارق الاجتماعية و مناصرة الفئات المغبونة .
و لا أستبعد أن يكون أول قرارت الرئيس المنتخب متعلق بما يحلو لي أن أسميه "الشاغل الاجتماعي رقم 001".