المَرْحُومُ أَحْمَدْ ولد أَيدِيَّه.. عِنْوَانُ مُرُوءَةٍ. المختار ولد داهى

اثنين, 2019-04-22 13:14

توفي  صباح أمس الأحد  21 إبريل 2019  بنواكشوط المغفور له أحمد ولد أَيْدِيَّه عن عمر  نَاف قليلا على الستين حولا و لعله يساوى بالضبط  عمر الرسول صلى الله عليه و سلم، بعد "صبر جميل"على مرض خاطف قاده الاستشفاء منه إلى مَشافى تونس و ألمانيا.

 

 حضر الصلاة على جنازة المرحوم أحمد جمع غفير من أعيان أولى الأرحام و الأصدقاء و المعارف غَصّ بهم المسجد المعروف عَلَمًا "بمسجد الرابع و العشرين" بتوجنين التى  كان المرحوم يسكن إحدى ضواحيها النائية و الشعبية -رغم   شيئ من الاستطاعة المالية تبارك الله-  و ذلك تواضعا منه لله و حبا للمساكين  و أُنْسًا بالمَحَاوِيجِ مِن الناس،،..

 

و للمرحوم أحمد علاقة خاصة بمسجد الرابع و العشرين إذ يوجدمتجره غير بعيد من المسجد و قد أَوْقَفَ منذ ما يزيد على عقد من الزمن سيارته لنقل الموتى  الذين يُجَهَّزُ أغلبهم بالمسجد  و كان يواظب على سياقة السيارة بنفسه لا تُلْهِهِ عن ذلك تجارة و لا بيع و لا يمنعه منه برد و لا حر و لا "مرض غير مُقْعِدٍ" و لا ساعات ليل متأخر،...

 

و قد اشتهر المغفور له أحمد بطهارة اللسان و السعي فى منافع المسلمين و إصلاح ذات البَيْنِ فكان بحق أحد رجالات "الإطفاء الاجتماعي"الذين يُعَوِّلُ عليهم قومهم من أهل كرو و أهل آفطوط و يذكرونهم حين يَجِدُّ جِدُّهُهم و يفتقدونهم تماما كما يفتقد البدر فى الليلة اللَّيْلَاء الظلماء.

 

و إضافة إلى خصال التواضع و الإنفاق و  الإصلاح بين الناس  و "خَبِيئَةِ الصدقة" فقد تميز  المغفور له أحمد بما بَزَّ و تميز به قومه من قبلُ (بَطْنُ أولاد خَالِي من مجموعة أولاد إبراهيم) فقد كان عنوانا للمروءة مداوما بمحله التجاري  كل يوم غُدْوًّا  و عَشِيًّا لا يَرُدُّ قاصدا و لا ذا حاجة مع بشاشة الوجه و سرعة قضاء الحاجة كأن القاصد و ذا الحاجة يعطى للمرحوم أحمد الذى هو سائله.

 

تغمد الله فقيد المروءة و التواضع و القرب من المحاويج و المساكين أحمد ولد أَيْدِيَّه بواسع رحمته و أدخله فراديس جنانه مع النبيئين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و أسلافه الكرام الفاضلين،..

 

صادق التعازى إلى شقيقَيْ المرحوم سيدى محمد (سيديا) و عبد الله(عبدات) و إلى أولاد المغفور له و زوجه و أقاربه الأفاضل و خُلَّصِهِ من "إخوته-أصحابه" و إنَّا لله و إنَّا إليه واجعون.