ورقة عن المسلمين في أنيوزيلاندا

سبت, 2019-03-16 13:34

أصابت المسلمين في العالم حالة من الصدمة والذهول، بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدين في مدينة كرايست تشيرش في نيوزيلندا، الجمعة، ما أودى بحياة 49 وإصابة قرابة 50. 

ولم يستوعب المسلمون الذين يعيشون في نيوزيلندا حتى الآن ما حدث من مذبحة، فهم يمارسون حياتهم وعباداتهم بسلام وتعايش مع بقية الديانات.

ونيوزيلندادولة من دُول قارة أوقيانوسيا، وتتكون من مجموعةٍ من الجُزر، وتتميز بأنها لا تتشارك حدودها البرية مع أية دولةٍ أخرى.

متى وصل الإسلام؟ 

وصل الإسلام إلى نيوزيلندا في قرون متأخرة، فوجود المسلمين هناك كان حديثاً للغاية، بعد أن بدأت هجرة المسلمين بأعداد كبيرة في خمسينيات القرن الماضي، خصوصاً في هجرات من جنوب شرق آسيا لا سيما من الجزر المحيطة، وهو ما دفع  العديد من النيوزلنديين من أصل أوروبي إلى اعتناق الإسلام. 

ويرجع أصول بعض المسلمين إلى الهند، وباكستان، وسريلانكا، وألبانيا، وتركيا، ويوغسلافيا، وأندونسيا، ومن العرب.  

ويتجمع المسلمون في نيوزلندا في ثلاث مناطق؛ منطقة أوكلاند وخاصة في مدينة أوكلاند، وفي جنوب الجزيرة الشمالية عدد لا بأس به من المسلمين، وفي جنوب شرقي الجزيرة الجنوبية في مدينة (كريست تشرش)، ومعظم المسلمين من الطبقات العادية والقليل منهم من الفنيين المدربين. 

وأول مسجد أنشئ في نيوزلندا كان في عام 1970 في مدينة أوكلاند، كما يوجد  نحو 11 مسجداً، ويؤم أحد هذه المساجد أحد مبتعثي الأزهر الشريف في مدينة "بالمستنورث".

أعداد مسلمي نيوزيلندا 

يُعتبر أتباع الإسلام من أكثر المجموعات الدّينيّة نموّاً في نيوزيلندا، حيث ازداد عدد السّكّان المسلمين ستّة أضعاف بين عامي 1991 و2006، ويشكّلون الآن نحو 1٪ من مجموع السّكّان الإجماليّ.

ويُشكِّل نسبة معتنقي الإسلام شخصاً واحداً من بين كلِّ أربعة أشخاص نيوزلنديين، ويبلغ عدد سُكّان البلاد حالياً 4.3 ملايين، وهناك عدد منهم خارج نيوزلندا.  

عدد المسلمين في نيوزيلندا حسب إحصاء عام 2013 هو 46149، بزيادة 28% على تعداد عام 2006.  

نحو 77% من مسلمي نيوزيلندا مولودون في الخارج، وأغلبهم من الهند، حيث تبلغ نسبة الهنود من بين المسلمين نحو 29%، أمّا نسبة مسلمي الشّرق الأوسط فتبلغ نحو 21%، وهم من العرب والإيرانيين، وهذا التّصنيف بحسب وزارة التّنمية الاجتماعيّة النّيوزلنديّة. 

علاقات جيدة مع المجتمع 

ويوجد مسجد ومركز إسلامي في مدينة أوكلاند يضم قاعة للمناسبات الدينية الاجتماعية، وفي مدينة كريست تشرش، وتوجد جمعيات إسلامية في مدن أوكلادين، وويلينغتون، وبلمرستون، وكريست تشرش، وللجمعية الإسلامية النيوزيلندية نشاطها خارج نيوزيلندا وداخلها، فهي على صلة بالمسلمين في جزر فيجي القريبة من نيوزيلاندا، وجنوب أفريقيا، والهند، وأستراليا. 

غالبية المسلمين في نيوزيلندا من السنة، ولكن هناك عدد كبير من الشيعة، وتتركز أساساً في أوكلاند (أكبر مدينة في نيوزيلندا). وفي السنوات الأخيرة أصبحت هناك برامج نشطة تتعلق بذكرى عاشوراء في حدائق نفس المدينة. أول هذه الاحتفالات تم من قِبل جمعية فاطمة الزهراء الخيرية عام 2008. 

ويشتهر المجتمع المسلم بعلاقاته المتناغمة مع مجتمع نيوزيلندا الأوسع نطاقاً، إذ تسهم مختلف الأديان من جميع الأطراف في هذا الوضع. وأقيمت"جوائز الوئام" كجزء من أسبوع التوعية الإسلامية عام 2008 للاعتراف بمساهمات النيوزيلنديين في تحسين التفاهم والعلاقات بين المسلمين والمجتمع الأوسع. 

الاضطهاد والاعتداءات 

تعرض المسلمون في نيوزيلندا لبعض حوادث الاضطهاد الفردية، وتقف الحكومة النيوزلندية في صفهم دائماً، ويتمتعون بحرية أداء شعائرهم الدينية.

أما رفع الأذان من خلال مكبرات الصوت في مآذن المساجد فممنوع طبقاً للقانون، في حين تتمتع المرأة المسلمة بحرية الحجاب الشرعي ولبس العباءة في الشوارع والأسواق العامة.  

كما أنهم تعرضوا لتصريحات مسيئة سابقاً أطلقها عضو البرلمان "ريتشار بروسر"، في عمود صحفي بمجلة محلية، واصفاً شباب المسلمين بالإرهابيين، ودعا إلى منعهم من ركوب الطائرات بالخطوط الجوية الغربية، إلا أن تلك التصريحات لاقت استنكاراً من قبل الحكومة النيوزيلندية.

لكن الاعتداء الذي تعرض له المسلمون اليوم هو الأول من نوعه ووحشيته منذ انتشار الإسلام في هذه الدولة، وهو الذي واجه صدمة في أوساط المجتمع النيوزيلندي، الذي أبدى تضامنه مع المسلمين من جراء هذه الحادثة. 

تقلا عن الخليج أونلاين