ولد بوحبيني: انسحب من المعارضة لأني لا أومن بفهم زعاماتها الجامد للديمقراطية والتناوب

اثنين, 2019-02-04 18:43

 قال   محمد سالم ولد بوحبيني إنه قرر الانسحاب من منتدى المعارضة لعدم إيمانه "بفهم زعاماتها الجامد للديمقراطية والتناوب" وأعلن بوحبيني في رسالة مطولة إلى المعارضة استمراره على نهج معارضة النظام، داعيا إلى ضرورة فهم المرحلة واستيعاب المخاطر التي تهدد موريتانيا..

وقال ولد بوحبيني إن التناوب لا يعني مغادرة هؤلاء وحلول أولئك مكانهم، مؤكدا ضرورة الترحيب بمن ستأتي به صناديق الإقتراع، أي كان.

وخاطب بوحبيني زملاءه في المعارضة بالقول "إن طريقة معالجتكم للملفات، بدءا باختيار المرشحين عنكم، وانتهاء بأسلوب النضال ونوعية الخطاب، لا تتماشى مع متطلبات المرحلة".

وأضاف: "لقد طلبت منكم مرارا أن تتجاوزوا النهج الراديكالي لأنه لا يخدم المرامي النبيلة للسياسة، ولا يؤدي إلا إلى مزيد من الاحتقان والتأزيم".

وخلص ولد بوحبيني في تشخيصه لواقع المعارضة إلى: " إن أحزاب المعارضة تعاني من معوقات تعد من بين الأسباب الرئيسية لفشلها. فهي تكره النقد وترفض تقبله. فكل من أراد أن يتكلم عن حزبه، داخل مقره أو خارجه، في اجتماع حزبي أو خارجه، لابد أن يبني تقييماته على المجاملة المفرطة بحيث ينعدم التشخيص الموضوعي الصريح، وبالتالي لا يجد الحزب سبيلا إلى معالجة نواقصه. ألا نرى أحزابا معارضة تسمح لنفسها بوصف الأنظمة بعصابات التلصص والحيف والتعسف دون أن تسمح لأفرادها بإبداء آرائهم حولها هي نفسها. مما شكل معوقا حقيقيا أمام تطوير خطابها وتحسين أدائها، كما حال دون أن تكون فعالة في التغيير."

وختم المحامي رسالته إلى المعارضة التي وصلت "البديل" نسخة منها عبر البريد الألكتروني بالقول: " إخوتي في المنتدى، مجمل القول أنني عارضت النظام وقارعته لأن لدي مقاربة طموحة للعدالة ودولة القانون والحرية وفصل السلطات وحقوق الانسان، وسأبقى على نفس النهج، وأواصل النضال من أجله، لأنني ما زلت وسأبقى متمسكا بنفس القناعات ومؤمنا بنفس الأسلوب.

كما أنني أؤكد هنا أنني أحترم قادة المعارضة، فردا فردا، وأثمن عاليا كل ما حاولنا إنجازه معا. وإنني لعلى يقين، لا يخامره أدنى شك، أن في المعارضة رجال ونساء خيّرون ناضلوا بإخلاص وقدموا تضحيات جساما من أجل الإصلاح. لكنني على العموم لست راض عن أداء المعارضة في كل تفاصيله، ولست مقتنعا بأسلوبها، كما أنني لا أومن بفهم زعاماتها الجامد للديمقراطية والتناوب، وبالتالي فإنني أنسحب، بكل بساطة، من مسار منتداها لأنه لا يمكنني المضي في أي توجه لا أثق فيه، خاصة إذا كان عبثيا وغير جاد. إذن بما أن قادة المعارضة رفضوا الاستماع لآرائي أو أخذها في الحسبان، وبما أنهم يرفضون إجراء تحسينات على أسلوب المعارضة وفهمها للمرحلة، فقد قررت عدم المشاركة في أي نشاط سياسي لا يتماشى مع قناعاتي. "