مركز تكوين العلماء: نقدر حجم التضامن ونجدد المطالبة بالتراجع عن قرار الإغلاق

خميس, 2018-11-29 08:50

  أكدت إدارة مركز تكوين العلماء اعتزازها وفخرها بتزكية عشرات العلماء والمؤسسات العلمية بالمؤسسة وتقديرها للتضامن الذي تلقته من مختلف الجهات والأطراف، وجددت مطالبتها للسلطات الموريتانية بالتراجع عن إغلاق المركز.

وقالت إدارة مركز تكوين العلماء في بيان بمناسبة مرور شهرين على إغلاق المركز إن إغلاق المركز تم "بصورة مفاجئة"، ورغم مضي شهرين عليه لم يتم "بيان للأسباب التي دفعت لاتخاذه، أو تقديم أيّ مستند أو حجة متماسكة بصفة رسمية"، لافتة إلى أن "كلُّ ما في الأمر أن وحدة من الأمن طوَّقت مقر المركز ومنعت إدارته وطلابه وأساتذته من الاقتراب منه".

وجددت إدارة المركز مطالبتها "للجهات الرسمية بالتراجع عن إغلاق مركز تكوين العلماء، فالرجوع إلى الحق فضيلة، ولا مسوِّغ للتمادي على الخطأ، مؤكدين أننا سنبقى متمسكين بالدفاع عنه بكل ما أوتينا من وسائل مشروعة حتى يرفع الظلم".

كما جددت إدارة مركز تكوين العلماء تأكيدها على "أن مركز تكوين العلماء مؤسسةٌ علمية تأخذ على عاتقها مسؤوليةَ نشر العلم الشرعي، وتكوينِ العلماء، معتمدةً في ذلك أسلوبَ المحظرة الشنقيطية، بإشرافٍ ومتابعةٍ من علماءَ موريتانيين تخرجوا من مختلف محاظر البلاد، ويمثلون مختلفَ مدارسها العلمية، وهو جهد نرى أن البلاد بحاجة إليه، وأنه يستحق الدعمَ والمساندة من كل محبّ لهذه البلاد، أو ساعٍ في مصلحتها، واستقرارها وازدهارها".

 

وشددت إدارة المركز على ترحيبها واحتفائها بكل مؤسسة علمية تُنشأ في هذا المجال – رسميا أو شعبيا - واستعدادها لمَدِّها بما تحتاج إليه من مناهج وخبرات، مؤكدا أن "المجالُ متسعٌ وبلدُنا بحاجة إلى المزيد من مراكز تكوين العلماء، ولأهل كل مدينة حقٌّ على الدولة  في إقامة المؤسسات العلمية والتربوية الوافية بحاجاتها.. دون أن يَعنيَ ذلك منعَ أو مضايقةَ المبادرات الخيِّرة والجهودَ المجتمعيةَ المكملةَ للمجهودات الرسمية".

 

وذكرت بأن "دور المجتمع المدني اليوم لا يُنكَر، والمؤسساتُ العلمية العريقةُ على امتداد التاريخ الإسلامي أنشئ كثيرٌ منها ورُعِيَ واستمر بمبادرات مجتمعية"، متسائلة: "هل قامت محاظرُنا ومدارسُنا العلميةُ إلا بجهود شعبية؟".

 

واعتبرت الإٌدارة أن الشعب الموريتاني من أقصاه إلى أقصاه أثبت خلال هذه الفترة "حجمَ تعلقه بالعلم وذويه ومؤسساته، وإدراكه لقيمة هذه المعلمة العلمية "التي هي بحق مفخرة للبلاد"  تصون وتُطوّر المحظرة، وتضمن استمرار العطاء الشنقيطي وتحتضن ورثة الأنبياء".

 

 

وأردفت  إدارة المركز في البيان الذي تلقت الأخبار نسخة منه أن "ذلك ما عبرت عنه بياناتُ التضامن ورسائلُ المطالبة بإعادة فتح المركز واستنكارِ مضايقته ومساعي التوسط والشفاعة لدى الجهات المعنية، من العلماء والمشايخ والأئمة، ومن الأساتذة والمثقفين، ومن قادة الأحزاب والمنتخبين من كل الطيف السياسي، ومن المحامين والحقوقيين، ومن الوجهاء ورموز المجتمع، ومن الكتاب والإعلاميين والمدونين محليًا، إضافة إلى المؤسسات العلمية والروابط العلمائية والمراكز التربوية والشخصيات البارزة على مستوى العالم الإسلامي من ماليزيا إلى السنغال".

 

وسجلت إدارة المركز "بكلّ أسف استغرابنا عدم إعادة الحق والعدل إلى نصابه وحل هذه القضية بالتراجع عن هذا الخطأ في حق العلم ومؤسساته، والعلماء وطلبتهم"، مؤكدة أنها "تنتهز مناسبة ذكرى الاستقلال الوطني لتهنئة الشعب الموريتاني كافة والاعتزاز بمقاومته بشتى صورها ومنها المقاومة الثقافية التي قادها علماؤنا وشيوخ محاظرنا".

 

 

وأكدت إدارة المركز اعتزازها وفخرها "بتزكيات العلماء والمؤسسات العلمية من داخل البلاد وخارجها لمركز تكوين العلماء، شهادةً باستقامة منهجه وأصالته، واعتدال برنامجه ووسطيته، وإشادةً بالقائمين عليه والمنتسبين له من علماء وأساتذة وإدارة وطلاب".

 

كما شكرت الإدارة "كل من تضامن مع المركز، وطالب بإعادة فتحه، ولأهل البذل والإحسان من الخيرين الذين أعربوا عن الاستعداد للتكفل بحاجات طلاب المركز ومواساة المحتاجين من منتسبيه ، داعين الله عز وجل أن يتقبل منهم جميعا، وأن يُجزل مثوبتَهم، وأن لا يُضيع عملَهم".

 

كما ثمنت عاليا "جهود أُسْرة المركز ومنتسبيه من أساتذة وطلاب وخريجين وإداريين وعمال ووكلاء طلبة - الرامية إلى الذَّوْد عن مؤسستهم والنضال السلمي المسؤول من أجل بقائها وإنارة الرأي العام  حول أهدافها ودورِها الريادي في المجتمع".

 

كما شكرت "كل من سعى للتوسط أو الشفاعة في الموضوع، وتقديرنا لما بذلوا، وتجاوبَنا مع كل الجهود الحميدة في هذا المضمار وسعادتَنا بما ذكرت من وجود نيات حسنة وتعهدات إيجابية تجاه المركز وإن لم نلمس لذلك أي أثر في الواقع حتى الآن".

 

كما عبرت إدارة المركز في البيان الصادر بمناسبة مرور شهرين على إغلاق المركز وفي ذكرى الاستقلال الثامنة والخمسين للبلاد عن تقديرها "الكبير للعُروض التي تلقيناها من مؤسسات علمية وجمعيات إسلامية وتجمعات وروابط علمائية في بلدان عديدة لاستضافة المركز واحتضانه ودعمه وتوفير متطلبات استمراره وتطويره".