إذا كان الويس الرابع عشر ملك فرنسا في القرون الوسطى قال بأنه الدولة في عصرٍ كانت تسود فيه الدكتاتورية والاستبداد ، فكيف يعمل بمقتضى تلك الكمة الرؤ ساء الموريتانيون الذين يرى البعض أنهم يجسدون تلك المقولة في معظم تصرفاتهم وقراراتهم المتعلقة بالتوظيف الانتقائي والصفقات العامة الانتقائية وحتى سحب الجنسية أو منحها إنتقائياً كذلك !!
يحصل مثل هذا في غيبة تامة من أي رقابة قانونية ودون معايير موضوعية على ضوئها يمكن التمييز بين قراراتهم الإدارية القابلة للطعن أمام القضاء - إن كان فيه من بإمكانه ممارسة ذلك - وتلك السيادية التي لا تقبل الطعن .
والسؤال المطروح هنا فلمذا ينسب كل ماسبق ذكره إلى السادة الرؤساء!
والجواب : يكمن في الممارسات اليومية للسادة الوزراء المحترمين وكذا المسؤلين الأقل منهم درجة والذين هم جميعاً يزعمون أن كل مايقمون به من إنجازات وأعمال ماهو إلا تطبيقات للأوامر السامية للسادة الرؤساء إنهم يدلون بهذه التصريحات على مسرحي التلفزة والإذاعة الوطنيتين وكأنهم أطفال بدؤا التمثيل المسرحي لتوهم ومازالوا يتلعثمون في أداء أدوارهم شبه ( الكميدية )ويلفظون كلماتهم وكأنها جمر حارق ليصلوا في نهاية المطاف إلى أن السيد الرئيس هو الذي أمرهم بهذا أو ذاك ، ولكن غاب عنهم أن الذي لم يقوموا به مما كان يجب القيام به هو أن السيد الرئيس لم يأمر به يستنتج ذلك عن طريق مفهوم المخالفة وفي هذه الحالة ينعكس ماكانوا يقصدون سلباً على السيد الرئيس ، علماً أن السيد الرئيس من حين لآخر يطل على الشعب عبر شاشة التلفزيون ويقول أن البلاد بخير وأن العملات الصعبة عندنا منها فائض والمشاريع قد إنطلقت في كل مكان ، ولكن للأسف لا نجد مايُؤكد ذلك على مسرح الواقع ، فالأ سعار لم يتم تخفيضها حتى تلك التي نزلت أسعارها مثل البترول مثلا والبطالة مدت أطنابها حتى شملت حملة الشهادات العليا وهجرة الشباب من الوطن قد إرتفعت وتيرتها في السنوات الاخيرة .
صحيح أن السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز لديه طموح لا بأس به من أجل النهوض بالبلاد وذلك من خلال إهتمامه بالبنية التحتية والمشاريع الاستراتجية مثل زراعة القمح وقصب السكر وبناء الموانئ وشق الطرق ، ولكن هذا مبد ئياً إذا أزيح منه التضخيم الإعلامي فتكون النتائج ضامرة ومتواضعة ، ولا أدري ماإذا كان السبب في عدم تحقيق هاذه الأهداف هو قلة الموارد التي تحول دون تحقيق ذلك الطموح المشروع وربما إنعدام الإرادة حين ما يحين التنفيذ ،أو أن الامر عائد برمته إلى الفساد المستشري الذي لم تطلق يد القضاء لتطاله حتى الساعة .
أو أن الدعاية الإعلامية تروج لإنجازات إعلامية هدفها دغدغة مشاعر المواطن من أجل أن يتحمل غوائل الزمن ويظل صابراً إلى ماشاء الله .
أيها السادة الوزراء في نهاية المطاف يجب أن تعيشوا عصركم وتنسوا فترة الويس الرابع عشر يوم كانت الدولة مثل الاسرة والملك أبوها ، فنحن نعيش اليوم في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين والأمم قد أصبحت تتطلع إلى أنظمة مابعد الديموقراطية ،والرئيس صار موظفاً مؤقتاً لدى الدولة يمكنه أن يقال أو يستقيل كأي موظف (عقدوي ) هدفه هو خدمة الوطن وليس العكس أن تكون الدولة مسخرة لخدمة ذلك الرئيس .
أيها السادة الوزراء إنكم بتفا نيكم من أجل الرفع من مستوى الرئيس فإنكم بذلك تقوضون فكرة كون موريتانيا دولة ديموقراطية لا يحكمها فرد واحد .
ذ/إسلمو ولد محمد المختار واد مانا