سيدي رئيس حزب نداءالوطن السيد داود ولد أحمد عيشه لقد تابعت بأهتمام بالغ خطابكم في أحد مهرجانات الحزب في مدينة إنواذيبو حيث ذكرتم في ذلك المهرجان أن الأسباب التي أدت بكم إلى إنشاء حزب خاص بكم ،وذلك كردة فعل من جهة على ميوعة الحزب الحاكم -الذي كُنتُم أحد قياداته -من الهوية الوطنية ،ومن جهة ثانية تجاهل ذلك الحزب وحكومته للدستور الموريتاني فيما يتعلق برسمية اللوغة العربية وذلك لصالح ثلة من موظفي الزنوج العاملين باللوغة الفرنسية في موريتانيا والذين من ورائهم ضغوط الدولة الفرنسية (المستعمر القديم)
علماً أنه كان عليك أيضاً أن تلاحظ على الحزب الحاكم تساهله مع الحكومة الممبثقة عنه في موقفها من سحب الجنسية الأصلية من المواطنين الموريتانيين بمجرد إكتسابهم لجنسيات أجنبية ، وقد يتم ذلك لصالح الهجرة المضادة من دول الجوار.
كماكان من دوافع إنشاء الحزب لديكم المواقف المتعصبة للحركات الزنجية وكذا حركة إرا اللتان توجهان حرابهما للفئة التي تنتمي إليها خصوصاً ماضيها الحضاري والديني والأخلاقي ، وكأن هذه الحركات كلها لايعترفون بدور البظان في إنشاء هذه الدولة وتعميرها والمحافظة عليها رغم أطماع البعض في هذه البلاد التي يحسدوننا عليها.
صحيح أن ردة فعلك تلك المشار إليها أعلاه لها مايبررها خصوصاً تجاهل محاوريكَ لك وكذا للفئة التي تنتمي إليها ، وإن كان كل ذلك جعلك تؤسس حزباًيعبر عن تطلعاتك ومن يشاركونك نفس الرؤى ، إلا أن ذلك يجب أن لا يحجب عَنِك الحقائق التاريخية والجغرافية التي تجعل لك في هذه الدولة شركاء أصليين وهم "التكارير"سراقولاّ"وُلفْ"المتواجدين معكم على هذه الأرض منذ فجر التاريخ.
(وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى).
سيدي الرئيس إن خطابكم الذي تكررت فيه أكثر من مرة -مباشرة أوضمنياً -أن الأرض الموريتانية للبظان وحدهم ،فإن كان هذا ماتقصد فإنك بذلك تكون قد إقتفيت آثار الصهاينة خصوصاً الوزير الإسرائيلي أفگدور ليبرمان الذي يعتبر كل يهودي في أي مكان وجد هوإسرائيلي الجنسية ! في حين يرى أن الفلصطينين المتواجدين على أرضهم المحتلة من طرف إسرائيل هم مجرد غرباء يقيمون على أرض إسرائيلية مؤقتاً .
سيدي الرئيس في نهاية هذا المقال وبعد أن سكت عنكم غضب تلك المقابلة التلفزيونية المعروفة ، وبعد أن خبا لديكم تأثير حماس الجماهير في إنواذيبو وأنت تخطب بينهم فلا بأس عندي أن تراجع مواقفك التي عبرت عنها في تلك المهرجانات وأن تتبنى بدلا منها طرحاً وطنياً شاملاً لكل القوميات والإثنيات ومتصالحاً مع دول الجوار ومع ماضي المنطقة إذا كنت جاداً فعلا في قيادة حزب يطمح للوصول إلى السلطة عبر صناديق الأقتراع وذلك من أجل أن تسلم من ألسن وأقلام الفضوليين والوطنيين من غير البطان .
وأخيراً لك مني التقدير والأحترام وماقمت به تجاهك ماهو إلاّ مجرد نصح من أخٍ إلى أخيه في الدين والوطنية .
ذ/إسلمو ولد محمد المختار ولد مانا