أظهر استطلاع للرأي نظمه "مركز بيو للأبحاث" في واشنطن وجود فجوة هي الأكبر منذ عام 1978 في تأييد الأميركيين(القائم على أساس حزبي)، لكل من طرفي الصراع، الفلسطينيين والاحتلال الاسرائيلي.
واظهر الاستطلاع الذي أجري الاثنين الماضي ( 9 كانون الثاني 2017) قبل ايام من استلام الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه في البيت الأبيض يوم 20 الجاري، أن المحافظين الجمهوريين أكثر ميلاً لتأييد إسرائيل (ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو) من الديمقراطيين، حيث بين الاستطلاع أن 74% من الجمهوريين يتعاطفون مع إسرائيل أكثر من الفلسطينيين، فيما وصلت نسبة المتعاطفين مع إسرائيل في صفوف الديمقراطيين إلى 33% .
ونظم الاستطلاع تحت عنوان "العالم الذي سيواجهه ترامب في شؤون السياسة الخارجية، ونشرت نتائجه الخميس الماضي، 12 كانون الثاني 2017
ويظهر الاستطلاع الذي استلمت القدس نسخة منه أن 12% من الجمهوريين فقط يتعاطفون مع الفلسطينيين أكثر من إسرائيل، فيما قال 15% منهم أنهم لا يتعاطفون مع أي من الطرفين، أو يتعاطفون مع الطرفين بدرجة متساوية، أو لم يعبروا عن آرائهم، فيما وصلت الأرقام بين صفوف الديمقراطيين إلى 31% قالوا انهم يتعاطفون مع الفلسطينيين و 35% يتعاطفون مع إسرائيل.
وترتفع أرقام التأييد للفلسطينيين بين الأوساط الشابة والأكثر ليبرالية من الديمقراطيين لتفوق أرقام المؤيدين من الحزب لإسرائيل للمرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة حيث أظهر الاستطلاع أن بين "الديمقراطيين الليبراليين"، 38% من المشاركين (في استطلاع الرأي) أعربوا عن تعاطفهم مع الفلسطينيين في حين أن 26% أعربوا عن تعاطفوا مع إسرائيل.
ويتضح استنادا لاستطلاع كان اجراه مجلس العلاقات الخارجية عام 1978 ان نسبة الجمهوريين المتعاطفين أكثرا مع إسرائيل ازدادت منذ عام 1978، في حين هبطت هذه النسبة في صفوف الديمقراطيين حيث كان أعرب 49% من الجمهوريين و44% من الديمقراطيين عام 1978 عن تعاطفهم أكثر مع إسرائيل .
ويشير الاستطلاع إلى أن معظم الديمقراطيين (60%) يعتقدون أن "هناك وسيلة لتعايش دولة فلسطينية مستقلة سلمياً مع إسرائيل، مقابل 32% لا يعتقدون بذلك، في حين أن أقل من نصف الجمهوريين (44%) رأوا أن ذلك ممكنا وقال 49% من الجمهوريين بأن ذلك غير ممكن" بحسب الاستطلاع.
وبعيدا عن تحديدهم الجهة التي يتعاطفون معها اكثر فقد قال 53% من المشاركين في الاستطلاع بأنهم يعتقدون أن هناك طريقة يمكن العثور عليها لتحقيق حل الدولتين، دولة فلسطينية مستقلة تتعايش سلميا مع إسرائيل، فيما أشار 39% من المشتركين بأنهم لا يعتقدون ذلك.
وفيما يتعلق بالفئات العمرية للمشاركين في الاستطلاع فقد أشارت ليلي بارزيغر، المسؤولة في مكتب الاتصالات في المركز الذي اجرى الاستطلاع في مكالمة هاتفية مع "القدس" دوت كوم، إلى أن اتجاه الشباب يسير نحو تأييد الفلسطينيين ويظهرهم على أنهم "أكثر تفاؤلا بشأن هذه المسألة من كبار السن، وهو امر سيزداد لا سيما وأن 65% من الذين تتراوح أعمارهم من 18-29 يعتقدون أن هناك مجالاً يوفر التوصل إلى حل الدولتين (فلسطين وإسرائيل) تتعايشان بسلام" بينما يعتقد كبار السن أن ذلك ممكناً بنسبة 50%.
يشار إلى أن أغلبية اليهود الأميركيين يعتبرون أنفسهم ديمقراطيين تاريخياً، وصوتوا لصالح هيلاري كلينتون بنسبة تقارب 75% في انتخابات 8 تشرين الثاني 2016.
ويعتبر معظم اليهود الأميركيون أنفسهم ليبراليين (خاصة في قضايا الحقوق المدنية والبيئة والقضايا الاجتماعية، علما ان معظمهم يؤيدون السياسات الإسرائيلية بغض النظر عن الحزب الحاكم في إسرائيل)، إلا أن هذه الظاهرة (التأييد التلقائي لإسرائيل بين اليهود الأميركيين) بدأت تتغير خاصة في السنتين الأخيرتين اللتين شهدتا ارتفاعا ملحوظا في التوتر بين إدارة الرئيس بارك أوباما وحكومة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بسبب الملف النووي الإيراني واستشراء الاستيطان والسياسات اليمينية لإسرائيل.
ويعتقد بيتر باينارت، المؤلف الأميركي اليهودي الذي كتب العديد من الكتب (لعل أهمها كتاب "الأزمة داخل الصهيونية")، الذي يطالب بإنهاء الاحتلال، أن إسرائيل تصبح أكثر فأكثر قضية اليمين الجمهوري والشرائح الأكثر يمينية، فيما يزداد إحباط الديمقراطيين من الانتهاكات الإسرائيلية واستمرار الاحتلال، وهو ما يشكل صعوداُ في تأييد حق الفلسطينيين في إنهاء الاحتلال وقيام دولتهم والعيش الكريم.
"القدس"