في أعقاب قمة نواكشوط تعرض الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز لحملة غير مفهومة الدوافع من طرف مجموعة من المثقفين والإعلاميين العرب وفي مقدمتهم الوجهان الإعلاميان البارزان فيصل القاسم ومحمد اكريشان .
فهل حقيقة كل مآخذك يا فيصل على موريتانيا هي أخطاء لغوية وردت في خطاب الرئيس محمد ولد عبد العزيز أمام القادة العرب في قمة نواكشوط ؟ أو لم تسمع يا فيصل إلا خطاب ولد عبد العزيز من بين كل تلك الخطابات ؟ وإذا كان الأمر كذلك أما كان حريا بك أن تكون قد وجهت هذا النقد منذ زمن بعيد أو ما كان أولى به زعيم عربي آخر حتى من قبل مجيء ولد عبد العزيز؟
قل لي بالله عليك يا فيصل من هو ذلك الزعيم العربي الذي سلمت خطاباته من الأخطاء تلو الأخطاء نحوا وصرفا وتركيبا وابدأ العد من حيث أنت ( إذا كانت جرأتك وموضوعيتك تسمحان لك بذلك )
أم أنه في قرارة نفسك مالم تستطع البوح به ؟
لا أريد يا أخ فيصل أن يكون موقفك من أي زعيم عربي إلا بحسب مواقفه من قضايا أمتك الكبرى أو بحسب ما يتيح لشعبه من هامش الحرية بغض النظر عن فصاحته من عدمها .
أما أنت يا أخ محمد اكريشان فلا أجد موضوعية في مقارنتك بين عبد الفتاح السيسي ومحمد ولد عبد العزيز إلا إذا كانت هناك مآرب لا نعلمها وأنت لا تريد الإفصاح عنها .
صحيح أن محمد ولد عبد العزيز وعبد الفتاح السيسي يشتركان في كونهما عسكريين وصلا إلى السلطة عبر الانقلاب على رئيسين منتحبين ’ لكنهما اختلفا من بعد ذلك في كل شيء وإليك هذه الحقائق :
- محمد ولد عبد العزيز انقلب على سيدي ولد الشيخ عبد الله الذي كان مرشح العسكر بامتياز جاء به العسكر وذهب به العسكر .
- عبد الفتاح السيسي انقلب على الرئيس محمد مرسي الذي جاء بإرادة الشعب المصري وذهب بإرادة السيسي .
- محمد ولد عبد العزيز حاور كل معارضيه السياسيين وأقام انتخابات شاركوا فيها جميعا وحضرتها كل المنظمات الإقليمية والدولية وغطتها كل القنوات الإعلامية وشهد لها الجميع بالشفافية والنزاهة .
- السيسي أقام انتخابات على مزاجه الخاص لم يشارك فيها إلا زبانيته ولم تراقبها إلا حكومته .
- السيي قتل الآلاف من الشعب المصري وفي سجونه ما يناهز 60 ألفا منهم .
ومحمد ولد عبد العزيز لم يسل قطرة دم واحدة ولا يوجد في سجونه سجين رأي واحد رغم ما يتعرض له شخصيا من قدح وتجريح لا تقبله أية قوانين في أي بلد من بلدان العالم .
- السيسي أعاد العلاقات الإسرائيلية المصرية إلى أوثق عراها ودمر الأنفاق بين مصر ورفح تضييقا على الإنسان في فلسطين ’
ومحمد ولد عبد العزيز أعلن من هناك من عندكم في الدوحة وأمام القادة العرب قطع العلاقات الموريتانية الإسرائيلية وبعد أسبوع شاهد الموريتانيون الجرافات وهي تجرف مبنى تلك السفارة .
في عهد الرئيس محمد ولد عبد العزيز وبفعل توجهاته السياسية تصدرت موريتانيا عالمنا العربي في مجال حرية الصحافة حيث تعملان أيها الأخوان .
وكما أسلفت يجب أن نبني مواقفنا من زعمائنا بحسب مواقفهم من قضايانا الكبرى ومن هامش الحرية الذي يعطوننا إياه بوصفها أهم شئ نفتقده في عالمنا العرب .
وبكل أمانة وتجرد وموضوعية أريدكما أن تضعا الرئيس محمد ولد عبد العزيز في إحدى كفتي هذا الميزان ثم تختاران من تشاءان من زعمائنا وتضعاه في الكفة الأخرى ثم لنرى أي الكفتين تميل ولصالح من ؟
أخيرا أهيب بالمثقفين الموريتانيين الذين اهتموا بهذا السجال أن لا تدفعهم عواطف حب الوطن إلى الرد على إخوتهم وأشقائهم بما لا يليق وأن يلتمسوا لهم المخرج الحسن وأن يدافعوا بالتي هي أحسن وبالبينة والبرهان ذلك أبلغ حجة وأقرب إلى تحقيق القصد المنشود .
محمد المامون ولد سداتي