جدد رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز استعداده التام لحوار شامل يهدف إلى تحقيق المصلحة العليا للوطن مذكرا بما أعلن عنه في خطاب التنصيب للمأمورية الجديدة من انفتاحه الدائم للحوار مع جميع مكونات الطيف السياسي الوطني اقتناعا منه بأهمية مشاركة الجميع .داعيا خلال افتتاحه للنسخة الخامسة من مهرجان المدن القديمة صباح اليوم بشنقيط مختلف الفاعلين في مدنناالقديمة إلى العمل على إعادة هذه المدن إلى مكانتها العلمية الرائدة والمرموقة.
وجاء في الخطاب ما نصه: "يطيب لي أن أتوجه اليكم جميعا ومن خلالكم إلى الشعب الموريتاني بأحر التهانئ بهذه المناسبة العظيمة مولد خاتم الأنبياء محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
كما أتوجه اليكم بالشكرالجزيل سكان مدينة شنقيط على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.
أيها السادة والسيدات،
في هذا اليوم ولدالهدى فتهاوت حصون من أساطين الشرك والخرافات والإلحاد وخرجت البشرية من الظلمات إلى النور وسلكت سواء السبيل .
إننا نستلهم ونقتدي في خطانا بسيرة ومنهج الرسول الأعظم الذي جمع تحت راية الإسلام وسماحته بين الأسود والأبيض والغني والفقير يتفاضلون على أساس من التقوى ويتنافسون في المعروف خدمة لمجتمعاتهم .
إنه الإسلام ديننا الحنيف ومصدر تشريعنا وأساس لحمة مجتمعنا ووحدتنا الوطنية التي نسهر جميعا مجتمعا ودولة على تعزيزها وتقويتها من خلال سياسة وطنية متكاملة قوامها حمايةالحريات الفردية والجماعية وترسيخ مبادئ حقوق الإنسان والعدل والمساواة بين المواطنين ومحاربة الفقر في المدن والأرياف وإعطاء عناية خاصة للفئات الأكثر هشاشة والعمل على تنمية المناطق التي كانت مهمشة.
إن تمسكنا شعبا وحكومة بهذه القيم النبيلة راسخ، فهي مما يحثنا عليه ديننا الحنيف ولن تثنينا عن التشبث بها أعمال ثلة من المتطرفين من مروجي الكراهية، وتطبيقنا لها ناتج عن فهمناالصحيح لتعاليم دينناالحنيف بعيداعن إملاءات أطراف خارجية ظلت صامتة طوال عقود عرف فيها بلدنا خروقات متنوعة لحقوق الإنسان.
إن المقاربة الصحيحة للقضاء على مخلفات الماضي بما فيها مخلفات الرق تكمن في محاربة الفقر بتطويرالإقتصاد والرفع من مستوى الخدمات الصحية والتعليمية وتحسين الظروف المعيشية لكافة المواطنين.تلك هي السياسة التي انتهجناها في السنوات الست الماضية وستتعزز في المأمورية الرئاسية الحالية.
أيها السادة والسيدات،
من هنا من شنقيط مرت قوافل الخير جسر أمل بين جنوب وشمال القارة الافريقية ،من هنا حمل العلم وهنا راجت سوقه فكان إسم شنقيط علما لعلماء المنطقة وسائر أهلها،تلكم هي بلاد شنقيط رباط المجاهدين ومنارة العلماء .
وبهذه المناسبة مناسبة إعلان سنة 2015 سنة التعليم فإنني أدعو مختلف الفاعلين في مدنناالقديمة إلى العمل على إعادة هذه المدن إلى مكانتها العلمية الرائدة والمرموقة.
أيها السادة والسيدات،
إن مهرجان المدن القديمة مشروع ثقافي تنموي يهدف إلى إخراج هذه المدن من عزلتها لتستعيد مكانتها فتنهض بدورها الحضاري في المنطقة .ولقد حقق مهرجان المدن القديمة العديد من أهدافه في تنشيط الإقتصاد المحلي والتأسيس لبنية تحتية قادرة على أن تجعل من مدننا التاريخية مراكز جذب كما كانت بكنوزها التي لا تقدر بثمن وتاريخها المجيد.
في هذا السياق ينبغي أن تصبح مدنناالتاريخية قبلة للسائحين والباحثين في مختلف العلوم بعد أن أصبحت بفضل الجهود التي بذلناها والإمكانات التي وفرناها واحات أمن واطمئنان.
أيها السادة والسيدات،
لقد أعلنا في خطاب التنصيب للمأمورية الجديدة انفتاحنا الدائم للحوار مع جميع مكونات الطيف السياسي الوطني اقتناعا منا بأهمية مشاركة الجميع في عملية البناء الوطني، وأجدد في هذه المناسبة العظيمة استعدادنا التام لحوار شامل يهدف إلى تحقيق المصلحة العليا للوطن .
في الختام أجدد الشكر الجزيل لسكان مدينة شنقيط على حفاوة الإستقبال وكرم الضيافة الموريتانية الأصيلة وأعلن على بركة الله انطلاق فعاليات النسخة الخامسة من مهرجان المدن القديمة.