أعلنت تركيا أن إسقاطها للمقاتلة الروسية “سوخوي” جاء بعد انتهاكها حدودها مع سوريا وتحذيرها أكثر من مرة، غير أن موسكو أكدت أن المقاتلة لم تبارح المجال الجوي السوري، ورأت أن إسقاطها “طعنة في الظهر”.
لكن بحسب الباحث والسياسي علي كازانسيجيل، مدير المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي (CNRS)، هناك أربعة أسباب خفية وراء إسقاط أنقرة للطائرة الروسية غير انتهاك الحدود.
ونقل موقع (20 مينت) الفرنسي عن كازانسيجيل القول هناك أسباب أخرى متنوعة وراء السخط التركي تجاه الدب الروسي.
1- سوء تفاهم تاريخي
أيا كان الوقت أو اﻷسماء روسيا وتركيا، بلدان معروفان بماضيهما الإمبريالي “كان هناك تعاون – يقول كازانسيجيل – حيث دعم لينين أتاتورك في الخطة الاقتصادية وإنشاء جمهورية فتيّة”.
ويضيف “بعد الحرب العالمية الثانية تغير الزمن بسرعة، ستالين اتجه لإعادة المحافظات الشمالية الشرقية من الأناضول (أرداهان وآرتفين وكارس) إلى الاتحاد السوفياتي، مما دفع الأخير إلى الارتماء في حضن الولايات المتحدة والغرب والانضمام إلى الناتو”، ومن هنا صنفت أنقرة، خلال الحرب الباردة، كغريم لموسكو .
2- تركيا أحد أعضاء الناتو
حتى لو أن وجود الناتو، خلال حقبة الاتحاد السوفياتي، أدى إلى خفض العلاقات الدبلوماسية مع تركيا، فإن هذه العلاقات تحسنت بعد سقوط هذا الاتحاد، بما في ذلك من الناحية الاقتصادية.
ويوضح كازانسيجيل، أن روسيا تمد تركيا بجزء كبير من الغاز، كذلك العديد من الشركات التركية نشيطة في روسيا، ناهيك عن أن الروس يفضلون قضاء عطلاتهم بتركيا، لكن في الآونة الأخيرة، تدهور الوفاق الودي مرة أخرى بين البلدين.
3- لا أزمة في القرم ولكن..
ضم فلاديمير بوتين شبه جزيرة القرم أوائل 2014 لروسيا، وهذا اﻷمر بمثابة برميل بارود يمكن أن يؤدي لتفجير العلاقات بين أنقرة وموسكو.
ما هي العلاقة بين هذه الجزيرة الأوكرانية وتركيا؟ تتار القرم، هم مجموعة عرقية تركية “أنتجت اﻷباء المؤسسين لفكرة القومية التركية مطلع القرن الماضي، ويقول علي كازانسيجيل، في ذلك الوقت، لم تتحول التوترات إلى أزمة حقيقية، لكنه كان سببا خفيا لولادة صراع أخر بين الدولتين: إنها سوريا”.
4- أصدقاء أروغان قتلهم بوتين
في سوريا.. موسكو وأنقرة لا يملكان نفس اﻷعداء أو نفس اﻷصدقاء، فالنسبة لبوتين كل من هو ليس مواليا للأسد يعتبر إرهابي، بما في ذلك التركمان الذين يتحدثون التركية وقالو إنهم أسقطوا طائرة روسية الثلاثاء.
أما أردوغان، فبشار اﻷسد هو العدو رقم واحد، يدعم خصومه في مواجهته وحتى داعش، واﻷسوأ من ذلك، كما يشير كازانسيجيل، يشتبه في أن تركيا تشترى النفط في السوق السوداء من داعش وتمول الجماعات الجهادية.
اتفاق مع الشيطان، كما يتبين من الهجوم الدامي الذي وقع 10 أكتوبر في أنقرة، من الواضح أنه بالرغم من أن موقف أردوغان تجاه داعش من شأنه أن يغير رأيه في الأكراد، لكن بالنسبة لبوتين يبقى الأسد ومعارضيه على طرفي النقيض، والذكي من يستطيع أن يجمع الطرفين في إئتلاف واحد.