انهيار الغرب وشيك” كتاب جديد يستقرئ المستقبل

أربعاء, 2024-02-07 19:22

صدر مؤخرا كتاب جديد يشخص بشكل موضوعي حالة النظام السياسي والاجتماعي لدى الغرب عموما فقد نشر موقع الجزيرة تغطية لكتاب الناقد الفرنسي “إيمانول تود” الذي نشر كتابه “انهيار الغرب وشيك وألمانيا الى حاضنة روسيا” ومن خلال استطلاع ما ورد بالكتاب نجد أن الكاتب أسقط أسباب الانهيار بشكل موضوعي سليم حيث أعلن الكاتب هزيمة الغرب مما أثار جدلا في الأوساط الغربية وباعتباره إنذارا جديدا للنظام السياسي والاجتماعي الذي يسير نحو الانحدار والسقوط والانهيار، كما أن الكاتب الفرنسي سبق أن توقع انهيار الاتحاد السوفيتي وشخص الحالة السوفييتية كما هو يشخص اليوم الحالة الاوروبية والامريكية عموما .

ركز الكاتب على الحرب الروسية في أوكرانيا كأحد المرتكزات التي قدم من خلال أحداثها تقدير موقف سياسي اقتصادي عسكري فقد أشار الى استنزاف الاموال والاسلحة الغربية جراء الحرب الروسية وتأثير ذلك على الاقتصاد الاوروبي والامريكي منتقدا الموقف الامريكي الذي قلل من قدرة روسيا على المقاومة وبالغ في تقدير قدرات امريكا وقدرات القارة الاوروبية فتم توريط أوكرانيا في تلك الحرب مؤكدا أن أوروبا وقعت في الفخ الذي نصبته أمريكا لروسيا منذ عام 2005 فتسببت بما آلت إليه الأوضاع عام 2022م، وذكر الكاتب أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يشعل الحرب دفاعا عن النفس بقدر ما هو تحدي لحلف “الناتو” وتحدي الغرب عموما.

انتقد “تود” الموقف السياسي في ألمانيا بشكل لافت مشيرا الى أن المانيا التي شكلت ثنائيا في وقت سابق مع فرنسا كمحور لأوروبا رأى أنها تغرق نفسها وتسهم في فرض عقوبات على روسيا وهي بذلك تفرض عقوبات على نفسها منتقدا واشنطن في إبعاد أهم قوتين في اوروبا روسيا وألمانيا باعتبار أن وجودهما مكملا للاخر، ويرى أن أهم ما يمكن أن يحدث هو اختفاء الولايات المتحدة لأن أوروبا ستعيش بسلام بعد انهيار “الليبرالية الأوليغارشية” حيث يصفها بطبقة السياسيين عديمة الاخلاق الحاكمة في أمريكا .

الارقام الاقتصادية والديمغرافية ركيزتان في مسألة الانهيار من خلال قراءة المؤشرات الاجتماعية التي تميل الى صفر زواج بعد تفشي الانحلال الاخلاقي بتبني زواج المثليين في المجتمع الاوروبي ما يمثل قطيعة مع ثقافة التدين وهو ما سيؤدي مع الوقت الى “محق الدين” و”انهيار الغرب الوشيك” .

العودة الى كتاب “انهيار الغرب وشيك” للكاتب “إيمانويل تود” لمعرفة التفاصيل الكاملة والاسباب الأخرى التي ساقها الكاتب بشكل منهجي خالصا الى أن ألمانيا قد تعود في النهاية الى الحاضنة الروسية، ويرى أن العالم بدا محايدا بل كان أقرب الى روسيا في الحرب وذلك على عكس ما تشتهي الولايات المتحدة وبالتالي فإن الغرب قد عزل نفسه عن الاغلبية الديموغرافية في العالم، واختتم تود أن نبوءة الانهيار على وشك أن تتحقق .

وختاما فإن الكثير من النقاد والمفكرين في الغرب لديهم رؤية قاتمة حول مستقبل الحضارة الغربية بعد انتفاء أسباب القوة وانتفاء القيم في النظام السياسي والاجتماعي الغربي بل أن غرور القوة لدى الولايات المتحدة وجر اوروبا معها سيطيح بالغرب عموما وقد بدت دلالات المشهد بعد العدوان الاخير على قطاع غزة ودعم قوى الظلم والعدوان والانجرار بشكل جنوني في دعم العدوان الظالم على الابرياء في العالم، وبالتالي فإن ما بعد طوفان الاقصى ليس كما قبله وأن عاقبة الظلم ستكون وخيمة وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .

 

خميس القطيطي كاتب عُماني

[email protected]