بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم
-معالى وزير الشؤون الاقتصادية و القطاعات الإنتاجية
-رئيس الصندوق السعودي للتنمية
-سعادة سفير المملكة العربية السعودية؛
-السيد والى نواكشوط الغربية
السيدة رئيسة جهة نواكشوط
أيها الحضور المحترم،
سعيد أنا اليوم بلقياكم في هذه المناسبة الطيبة؛ التي تضع لبنة خير وإنجاز في صرح بنيان محاولة حَلِّ واحدة من أكثر المشاكل الصحية ببلادنا حاجة إلى الدعم تشييدا وتجهيزا؛ نظرا لتعاضد وتشابك الأبعاد الاجتماعية والإنسانية والصحية بها.
إنها مشاكل التكفل بأمراض الكلى، وغسيلها بالذات، فقد أضحت أمرا يؤرق العديد من الأفراد والعائلات، ويستنزف الكثير من طاقاتها ووسائلها، وإن بلدنا؛ رغم انخفاض نسبة مرضى غسيل الكلى فيه، مقارنة مع دول الجوار المغاربي بسبب نقص قدرات الاستكشاف المبكر؛ ما يزال يعاني بعض النقص في مجال مستلزمات ومتطلبات التصفية.
ثم إن تمركز أكثر من 60% من مرضى الكلى بمدينة نواكشوط وحدها ومحدودية القدرة الاستيعابية لمراكز التصفية، ونقص المصادر البشرية المتخصصة في أمراض الكلى سواء كانوا أطباء متخصصين أو فنيي تمريض كلها عراقيل وعقبات تجعل من هذا المشروع الذي نلتقي اليوم في إطار تدشينه مشروعا ضروريا ومهما وهو ما يفسر الاستعجال على استغلاله منذ أكثر من سنة قبل انتهاء كافة أشراط وشروط استلامه وتدشينه نظرا لمستعجلات تتعلق بحياة بعض مرضى غسيل الكلى.
أيها الجمع الكريم،
إن تشييد مركز على مساحة تربو على 1200 متر مربع، وبقدرة استيعابية تصل عشرين وحدة غسيل، ومع كل اللوازم من قاعات معالجة المياه والمختبرات وغرف العمليات وقاعات التشخيص والتمريض، والصيدلية، وغير ذلك من لوازم المستشفيات.. وبسقف مالي ناهز 700 مليون أوقية قديمة.. إنه برهان صادق على مودة إخوتنا في المملكة العربية السعودية وكرمهم.
إن هذا المركز وبنيته المكتملة فنيا مثل وسيمثل تحولا مهما وضروريا في واقع العديد من مرضى غسيل الكلى المزمن الذين تتحمل الدولة عنهم كل المصاريف ذات الصلة بالتصفية بنسبة 100%، (شفاهم الله وعافاهم ولا أرى محبيهم فيهم مكروها)؛ المشروع بالغ الأهمية لما سيساهم به من تخفيف الضغط على العديد من المراكز؛ مع خدمات ذات جودة أعلى.
أيها الحضور الكريم،
ليس هذا المركز بدَعًا أو نِشازا في التاريخ السعودي الموريتاني، وإنما هو محطة فقط من رحلة طويلة من الأخوة والتعاون والبذل.. بدأت مع الآباء المؤسسين؛ يوم اكتشفوا -عبر قوافل الحجيج- أهل شنقيط؛ أهل القرءان والنحو والأدب والفصاحة والعلم.. ليحجزوا في أنفسهم تلك المكانة التي وَرَّثَها الجدود للأبناء والاحفاد.
لقد اختط السعوديون -بورك فيهم قيادة وشعبا- نهجا مع هذه الأرض وأهلها أساسه السعي في الخير وبذله؛ فشملت أياديهم الخيرية البيضاء بناءَ المستشفيات، وتشييد المساجد، ودعم المحاظر، وشق شبكات المياه الشروب، وتشييد المدارس، والتكفل بآلاف الأيتام، إلى آخر تلك القائمة الزاخرة بالعطاء.
إن تمويل هذا المركز ينضاف إلى مئات مشاريع العون الاقتصادي والاجتماعي والثقافي الثابت منذ أن زار الملك فيصل رحمه الله موريتانيا 1972؛ الذي كان -شأنه شأن بقية أبناء وأحفاد الملك عبد العزيز- الموريتانيون يتبوؤون مكانة خاصة في نفسه.
أيها الجمع المحترم،
ما تزال قافلة الخير السعودية سيارة، وما يزال السعوديون يصرون كل مرة على أن موريتانيا تعني لهم الكثير، ولعل آخر تلك البوادر توجيه الملك سلمان بن عبد العزيز بتسمية بلدنا لإيواء جائزة الملك سلمان بن عبد العزيز لحفظ وتجويد القرآن الكريم، وعلوم الحديث ويحيي هذا التوجيه الملكي الذاكرة المتعلقة بالصورة الموريتانية في أذهان أبناء وأحفاد الملك عبد العزيز؛ صورة الشناقطة الذين ضربوا بالحجاز مثلا في العلم والعمل به.
إنه أيها الإخوة و الأخوات المشي على تاريخ معبّد منذ أمد بعيد، ومشاريع الصندوق السعودي للتنمية أكبر الشاهدين على ذلك؛ تلك المشاريع التي شملت عديد القطاعات؛ لكنني -وعلى طريقة أنا رب الإبل- سأكتفي بالمتعلق بالجانب الصحي منها، وفي الفترة الأخيرة فقط؛ حيث موّل الصندوق وجهّز المستشفى الجهوي أو البين جهوي بأطار عاصمة ولاية آدرار الذى بلغ تقدم الأعمال به 95% وكذلك سيتم قريبا تشييد و تجهيز أكبر مستشفى بالبلد مستشفى الملك سلمان بن عبد العزيز و كلنا أمل و عمل في نفس الوقت -السيد الرئيس- من أجل أن تتسارع و تُطْوى الخطوات و المساطر كي يرى الموريتانيون المكرمة الملكية التي هم لها مقدرون و منتظرون واقعا مَشِيدا في أسرع وقت ممكن.
أيها الحضور الكريم،
يمثل قطاع الصحة أولوية قصوى لدى فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، كما تمثل أوضاع ذوي الأمراض المزمنة بالذات اهتماما خاصا لديه؛ لذلك فإن هذا المركز يعني لنا كثيرا، لما ننتظره منه من مساهمة في حل المشكل الصحي، ولما نتوخاه منه -أيضا- من التخفيف على هذه الفئة الهشة من المرضى و هي مناسبة أيضا للتعبير عن مزيد حاجة القطاع الصحي لتمويلات الصندوق السعودي للتنمية بناء و تجهيزا لمستشفيات متخصصة كمستشفى علاج أمراض السكرى وبناء و تجهيز مستشفيَيْن وفق المعايير الفنية خاصين بالأورام السرطانية الأم و الطفل و نحن واثقون من التعويل عليكم السيد الرئيس و على مؤسستكم الموقرة في المساهمة في سد النواقص و تلبية الاحتياجات المنوه عنهما.
وختاما، أجدد لكم أعمق الشكر وأصدق الامتنان لكم ولكل أهلنا في المملكة العربية السعودية الشقيقة -قيادة وشعبا- على هذه العون التنموي السخي الذي ما فتئتم تقدمونه لبلادنا في كل المجالات ومجال الصحة خاصة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وزير الصحة السيد المختار ولد داهي