هذه طريق على هضبة لعصابه تربط بيك كلّير (آفطوط) غربا وكرو (لمنيحر) شرقا. ويبلغ طولها ما يزيد بقليل على ٥٠ كلم. وقد أنشئت كبديل عن الطريق الوعر القديم المار عبر (كيبب) والذي عبرته أول سيارة في منتصف السبعينيات إثر تأهيل قام به الأهالي على الناحيتين وبدعم زهيد من الدولة تمثل في تقسيم لطن أو اثنين من (لحميره) على المتطوعين.
موّل مشروع الواحات-على ما أظن- طريق البراق في عهد طيب الذكر العمدة الأسبق يسلم ولد أعمر ولد محم سنة ٢٠٠٩. وبلغت ميزانيته ما يزيد على مائتي مليون أوقية. واستطاعت الشركة المنفذة أن تحفر الصخور وتزيل بعضها وتمهد طريقا سالكا للسيارات من الحجم الصغير عبر مسالك ومطبات لعصابه الوعرة.
يقول لي أحد الذين شاركوا في شق الطريق إن العمل كان لا بأس به من جهة كلّير في اتجاه كرو إلى حدود منتصف الهضبة. ثم إن الشركة لم تواصل المسير بنفس المعايير التي اعتمدتها من البداية في إزالة وتحطيم الصخور وترميم المنافذ الصعبة بالاسمنت المسلح؛ فجاءت بقية المسار دون المستوى المطلوب. ولم تستطع الشركة أن تكمل العمل إلى كرو المدينة. فتوقفت في تخومه الغربية البعيدة، مما زاد من الصعوبة خصوصا أن المسارات عند هذا الحد متشعبة ومتداخلة ومربكة إلى حد ما.
هضبة لعصابة سلسلة حجرية من جوك إلى حدود ولد ينجه، ولا يوجد فيها من المنافذ المعبدة والسالكة إلا مضيق جوك-أشكيك-كامور. هَبْ مثلا أن جوك-لا قدّر الله- سُد لسبب ما من الأسباب، فما البديل الفوري أو الخيار الممكن المتاح لآلاف السيّارات والشاحنات. ستتكدس السيارات والمركبات على مسافات طويلة وخصوصا أن الحركة هنا غرب وشرق فقط! لن تفيد هنا طريق تجكجة-كيفة ولا كيفة-سيلبابي والتي حصلت الحكومة أخيرا على تمويلها، والتي لن تكون عملية ومفيدة وذات جدوائية في المستقبل القريب والمتوسط، لأنها مرتبطة بعوامل خارجية، وأيضا تكملة طريق أزويرات-تيندوف وهو شيء لا يعرف أحد بالتحديد إن كان سيرى النور أم لا.
المنطق السليم والمفيد يحتم على الحكومة أن تفكر في إنشاء طريق معبد موازي لجوك-كامور، وغير بعيد عن مسار طريق الأمل، وهذا ما يجعل طريق البراق هو الخيار الأسلم لأنه غير بعيد من جوك-أشكيك، إزاحة إلى الجنوب في حدود ستين إلى سبعين كلمترا، ومما يعزز هذ أن باركيول -كلّير-كرو على خط مستقيم، وإذا تم ربط هذا المحور مع السوّاطة-شكار فيكون هناك مساران لطريق الأمل، وهو ما يفيد في تقليل الضغط على جوك، ويساهم في تكثيف حركة التجارة والعبور، كما أنه يشكل بديلا واحتياطا في حالة الخطر والطورارئ والتي لا يعلم أحد متى تستجد. فمن المناسب للحكومة أن تستبق الأحداث وأن تضع الخطط وأن تستشرف الحلول، لا أن تظل مكتوفة الأيدي حتى يدهمها خطر أو تباغتها مفاجأة.
الكاتب الصحفي سيدأحمد أعْمَرْ محم
#كلّير_القرية
#أيّام_البرِّيَّة
#طريق_البُراق