زرت المغرب كباحث خلال الشهرين الثامن والتاسع من السنة الجارية وخلال الرحلة أرقتني أمور وارتحت لأمرواحد .
أما الأمور التي أرقتني فمنها:
- البون الشاسع بين بنانا التحية من طرق ومباني تعليمية وصحية وبين ماشاهدته في المملكة المغربية..
- تعاطي المسؤلين المغاربة مع هموم المواطن واحترامهم للقانون وقناعتهم عن المال العام ( عفة أو رهبة لايهم).
أما ما ارتحت له بل وأثلج صدري فهو :
تعامل موظفي السفارة مع الجالية وخاصة الطلاب والمرضى المحالين إلى المستشفيات المغربية عن طريق قطاع الشؤون الاجتماعية .
كان لي من هؤلاء المرضى أقارب ومعارف ولمازرتهم وجدت الجميع يثني ويدعوا بالخير لمستشار الشؤون الاجتماعية السيد محمود لله ولد أطفيل الأمر الذي فاجأني صراحة وأرغمني على البحث عنه ولقائه فكان لي الشرف بذلك ، رغم أن لي معرفة مسبقة بالأخ محمود لله أيام كان طالبا في المغرب
فشرح لي حدود مسؤوليته المكلف بها من وزارة الشؤون الاجتماعية ورأيت كثرة المكالمات التي تقطع حديثنا بين الهنيهة والأخرى ولم أره ضجرا من مكالمة ولم يخاطب أحدا إلا بالرفق وإبداء الاستعداد لكل مايستطيع حتى على مجهوده الخاص .
ورغم ذلك طالعت اليوم في هذا الفضاء شخصا يسبه ويشتمه ويرفع منه الشكوى فكاد أن يهز ثقتي ويشككني في مارايت بأم عيني ولكن تجاوزه بشكواه للجهة التي يتبع لها المستشار طرح عندي تساؤلات ثبتت ثقتي الأولى أو على الأقل لم تتأثر:
من هذه التساؤلات :
- لماذا لايرفع السيد الشكوى إلى رئيسة قطاع المستشار ، فأدركت أن القطاع سيكون مطلعا على مجريات الأمور مماجعل الشاكي يختار جهة لاتعرف حقيقة الموضوع حتى يؤثر عليها قبل أن تتحقق على الأقل.
- السؤال الثاني : هذا المستشار عمل هنا في الوزارة لسنوات عديدة ولم يشتك منه أحد ومنذ سنوات وهو يعمل في السفارة ولم يشتك منه أحد لماذا هذا الشخص دون غيره .
ولما عدت إلى البلد حاملا من المستشار رسالة إلى أهله - وماحملتها أصلا إلا لأرى أو ضاع اسرته المادية للتأكد او أشك في ما رأيت - فوجدت أسرته تعيش عيشا متواضعا ، عالة تسكن في بيت مؤجر، بلاسيارة تحمل الأطفال إلى المدرسة ، فقلت في نفسي ياليت كل الموظفين عندنا كهذا المستشار يعيشون كما نعيش..
ارجو الله ان يوفقه وأن يجعل عفته عن الارتشاء وحق الضعفاء في ميزان حسناته .
وأرجو للشخص الذي كتب عنه أن يتقي الله وأن لايقول كذبا أعرف جيدا أن المستشار سيكون مسلحا بالدليل القاطع الذي يفند ماقاله .