في مثل هذا اليوم منذو سنتين تولي رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني مقاليد الحكم في بلاده وفي المائة يوم الأولي لاحظ الموريتانيين بداية عهد جديد من التعاطي بهدوء مع الشأن العام وأبدى الرئيس المنتخب حرصه على الظهور بشكل يختلف عن سلفه ورغبته في الإصلاح - عكس ما كان يتوقع البعض - واكتشفوا ان الحرب التي كانت معلنة على الفساد هي لصالح طرف واحد !
وعلي الرغم من معارضة القوي المستفيدة من نظام العشرية الماضية ورغم تداعيات الجائحة التي لم تمهل الرئيس لتنفيذ برنامجه الإنتخابي الذي منحه الشعب الموريتاني بموجبه 52% رغم كل ذلك كانت السنتان المنتهيتين من ولاية الرئيس قد اتسمتا ببعض الاصلاحات التي بدأت بتهدئة المشهد السياسي بدل التوتير الذي طبعه منذو اكثر من عقدين من عمر الدولة الموريتانية وكرس مبدأ فصل السلطات بين المؤسسات الدستورية وألزم نفسه بعدم التدخل في إختصاصاتها وهو امر غير مألوف إلى وقت قريب وهو ما ظهر عند تحقيق البرلمان في بعض ملفات العشرية وأتضح جليا عند إحالة الملف للقضاء الذي تعهد الرئيس بعدم التدخل في ملفاته ، لكنه وفي الوقت الذي كان الرئيس يطلق بعض المشاريع الكبرى في البلاد للإنتفاض من وطأة ماخلفته العشرية الماضية من نهب وفساد مالي تحولت أولويات الرئيس بسبب ظهور الجائحة ( كوفيد 19 ) إلى محاولة إنقاذ الأرواح وذلك بتوصيل المساعدات الغذائيه للطبقات الهشة في المجتمع الذي واجهت تهديدات كبيرة في سبيل الحصول على لقمة العيش فقد أستفادت 210,000 اسرة من تحويلات مالية موزعة علي 8119 قرية ومدينة وتمّ توزيع مائة ألف بطاقة تأمين صحي كسابقة في البلاد استفادت منها 620 ألف فرد وبموجب هذا التأمين سيحصل المستفيدون على العناية الإسعافية والوقاية والاستشارات والعلاجات والخدمات الملحقة، إضافة إلى العناية في المستشفيات والأدوية، ولم تكن المنشآت الصحية بأحسن حالًا وهو ما يتطلب الرفع من جاهزية الكادر البشري والمنشآت الصحية فتم لأجل ذلك صرف مبالغ مالية لتوفير الأجهزة وتجهيز الأسرة المزودة بالأكسجين التي لم تكن البلاد تتوفر علي اكثر من 38 سرير ، وعليه فمن الإنصاف عند محاولة التقييم أن نضع في الحسبان تلك الظروف وتلك الأولويات التي أستجدت.
الأستاذ الدده سيدي عبد الله