الى شهيدي النضال الوحدوى في نواكشوط ،،الحاضران معنا في حلنا وترحالنا
وحدهما الشهيدان اللذان افتديا بدمائهما الزكية احلام الأمة العربية في بلادنا،،
يا من أنتما وحدكما الباقيان معنا، ولم ترحلا مثلما سنرحل، ونفنا، لأنكما المخالدان على هامات شوارع مدائننا، ومداخل قرانا،، تحييكم ارواح المارة صباح، مساء، لأنكما اشراقة الروح التي تضيء الظلمة في الأحداق، وتشرق بكما مشاعل الحرية، ويكتحل بجمالكما عيون الأمهات في مجتمعنا الذي يتهجى رسالة الشهيدين رغما عن المنبطحين منا،،، وكل العملاء المندسين، كالأوتاد على اطراف أعراس الشهادة،،
فهشموا رؤوسهم في سبيل ألا يتعثر العابرون نحو المستقبل العربي الواعد ،،
أنتما الشهيدان،، والآخرون عذبوا، فاقتلعت الإنسانية من ارحامهم، وصلبت المبادئ في الأعناق،، وحدكم ستتناسخ روح نضالكم في صدر كل الأطفال الذين ولدوا ، و يولدون بعد عشرات السنوات، ويرتقون على سلم الأمل المزدان بأحلام الحرية، وعطر الرياحين في جميل هذه الذكرى،،
يا أيتها الارواح المنعمة في رياض الجنان،، فمهما يكن، فقد بقي يلازمنا طيف احلام الشهداء، وأغاني الحرية، و"لازمة" برجع خسًة رماح الغدر الذي مات، كما نام كابوسه في العراء ،،
طابت أروحاكم بقبس احلام الأعراب ، وعشقهم لحاضر أفضل، وغد جاذب بأثير الفداء،، فانتما تأسراننا بوميض الأمل الذي لن يخبو إشعاعه في أفق مدائننا، وقرانا، وعلى ربانا، وجبالنا الشامخات، كمراصد لارتقاء ارواح الشهداء في جاطراف مدينتي " النعمة" و "أطار" ضد المحتل الفرنسي في بداية الستينات،،
وعلى ذات الدرب في 13 من ابريل سنة 1984 واجه الفدائيان "الناصريين" العملاء بالإيمان، بالوعي، والرفض المقاوم الذي لايهزم،، فانتصرا بالشهادة على السجان في سجنهما المتنقل من نواكشوط الى " ولاته"، و" الدوحة"، وهما الآن يتثاءبان من طول ليلهما الذي لا يشرق بفجر الحرية،،
هو ذا مصيركما، حين عز النداء عليكما " هيدالة"، و" معاوية"،، هو ذا بئيس المصير لكل سجان عربي،، وحين عز النداء على سدنة المستعمرين، فالذي مات منهم ، كما تموت الانعام،، والباقون كالاشباح على شفا حفر النسيان،،
إشيب ولد أباتي