إنتفاضة 84 تشكل كل عام مناسبة نستذكر معها تضحيات أولئك الرجال والنساء الشباب والشابات الذين أضاءوا طريق النضال من اجل الحرية والعدالة الاجتماعية بدمائهم الزكية وبما قدموا من دروس في النضال وبما أعطوا من ارواحهم ثمنا للحرية ، فأستشهد من أستشهد منهم فكانوا مشاعل نور تنير الدرب للأجيال اللاحقة لتظل ذكراهم خالدة في قلوبنا وتاريخ كفاحهم محطة للمراجعة والتساؤل هل فُقِدَتْ البوصلة من بعد رحيلهم وهل ذهبت تضحياتهم سدى !
ورحم الله محمد الأمين ولد محمد الحسن ولد بلول كان رمزا وقائدا ورائدا من رواد هذه المدرسة رجل المبادئ والمواقف التي لا تتزعزع ، تجلي ذلك خلال تلك الفترة الصعبة حيث كانت له أدوارًا محورية آنذاك سيذكرها له التاريخ حين يكتب ويقرر المعنين بتلك المرحلة رفع السرية عن تلك الاحداث ، فقد ارتأى بعض أصدقائه وأفراد من عائلته ضرورة تهريبه خارج موريتانيا فكانت رحلته من انواكشوط وروصو إلى السينغال ومن ثمّ ليبيا فدمشق ثم عاد إلي ليبيا بعد رفع الاشتباه عن إسمه ومن ثم إلى جنيف لحضور مؤتمر إتحاد العمال العالمي ناقلا مأساة بلاده وقصص التعذيب وأزمة التشريد التي يتعرض لها زملاؤه في سجون هيدالة وفي المنافي القسرية امام هذه الهيئة العالمية مدافعا عن حقه وحق الموريتانيين في الحرية والعدالة الاجتماعية رافعا صوته ضد الظلم والغبن الاجتماعي ناقلا للعالم سخط الشعب الموريتاني على النظام العسكري جراء القمع الوحشي الذي واجه به هيدالة تلك الانتفاضة السلمية مما عجل بانقلاب 12/12/84 بقيادة العقيد معاوية ولد سيدي احمد ولد الطائع .
لقد كان المرحوم محمد الأمين نموذجا في القيادة الواعية والمخلصة والقادرة علي بناء التوافقات ولمّ الشمل ووحدة الصف .
وقد عرف رحمه الله بالالتزام وإخلاصه لوطنه حتي وفاته إثر حادث سير وهو في طريق عودته بعد معاينته لأعمال خيرية كانت تقوم بها منظمته الخيرية ، عرف الفقيد بنظافة الكف فكان مضربا للمثل فى التعفف والبعد عن المال العام فرغم أنه كان ولفترة طويلة المدير المساعد للمديرية العامة للعقارات وأملاك الدولة ( دومين) فقد توفي وهو يسكن منزلا مؤجرا رحمه الله .