أشرنا في الحديث السابق إلى أن السياسة تقوم على وحدات أو بنيات تسىمى الأحزاب، وعرفنا الحزب وبينا ما يجب أن يكون عليه الحزب في التعامل مع أطريه وناشطيه وعن أن حزب الاتحاد خاصة تنقصه الإرادة والآليات والرؤية ليتحول إلى حزب بالمعايير الحزبية المعروفة.
وهنا أود أن أشير أو أفرّق بين أمرين وهما الناشط السياسي الملتزم والناشط الغوغائي الانتهازي، فالأول له مبادئ وأخلاق وقناعة والثاني ثرثار مخادع وشديد الفحش والأذى حين تتقلب الأيام وتتغير الأحوال، أو بعبارة أستاذنا القدير أحمد مصطفى إياك وصولتهم فإنهم أقرب إليك مما تتصور.
السياسي القائد يختبر الناس وينتخبهم بالفحص والتحري والسؤال عن ماضيهم ومآثرهم، ثم ليس هذا فقط فمن كان ديدنه التزلف وطبيعته المراءاة، لن يتحول في ساعات قليلة إلى ناصح مشفق. فعلى السياسي القائد أن يفحص الناس وأن يعرف من يستعمل في خدمته، ولا ينخدع بالمظاهر الزائفة والأحوال الكاذبة.
الناشط السياسي الملتزم لا ينقلب على رئيسه لأن آخرين أسقطوه أو سعوا للإطاحة به (ربما يذهب في طريق مختلف بسبب اختلاف فكري أو منهجي وله الحق في هذا، لكن أن يكون في جوقة المنقلبين فهذا من الصعب أن يقوم به سياسي ملتزم)، لكن الانتهازي أو محترف السياسة كما يقول هتلر يفعل ذلك ويفعل أشد منه في السوقية والأذى والجحود، والسياسي الفطن الكيس يعرف التمييز بين هذا وذاك. ويطوع المشهد السياسي لما يخدمه في الحاضر والمستقبل.
الكاتب الصحفي سيد أحمد ولد أعمر ولد محم