تمتلئ صفحات التواصل الاجتماعي هذه الأيام بصراخ جهل وجاهلية بين هجوم جاهل ودفاع جاهلي ، المهاجم سلاحه خال من قيم الحضارة التي يدعي الانتماء أليها وبعيد كل البعد عن محجتها البيضاء لاهو استضاء بنور نهارها ولاهو تخفى بستر ليلها
والمدافع سلاحه غير رادع لأنه اختار السلاح مما قبل عصور الفلاح .
أعني بالمهاجم الذي يحاول أن ينتقص من قدر بعض المجتمعات بنفي انتمائها للعرب وهذا مناف لقيم الحضارة الإسلامية التي لم تقم على عرق ولالون فلافضل فيها لعربي على عجمي إلا بالتقوى وإن كان يتوهم أن للعرب فضلا على غيرهم من الأمم الأخرى بعد نزول القرآن فهو جاهل بمضمون النصوص ، لأن صفة العربي التي وصف بها القرآن في قوله تعالى " قرآنا عربيا" تعني تاما كاملا لانقص فيه، والعروبة ياهذا قيمة حضارية يمتلكها كل من تكلم لغة القرآن وآمن بالرسول الذي نزل عليه القرآن وتحلى بالقيم التي حث عليها وترك عليها أمته " تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي " وها أنتم ضللتم لأنكم لم تتمسكوا بما ترك لكم نبيكم الهادي إلى الصراط المستقيم واتبعتم السبل التي نهاكم عنها من سب وشتم وتنابز وصناعة الأمجاد بالادعاء ونفيها بالافتراء.
وليس المدافع بأهدى من المهاجم ، لأنه اختار الدفاع بنفس سلاح المهاجم وكان بإمكانه أن يختار سلاحا أمضى والجم من سلاح المهاجم ألا وهو سلاح الإسلام الذي أنهى أسطورة النسب وأعطى للفرد حرية الاختيار فاختار بلال وسلمان وصهيب وزيد.... إن يكونوا عربا
- بمعنى الكمال والوضوح في المسلك- قيما ودينا واختار أبو جهل والوليد .... وهم منهم في النسب أن يكونوا كفارا فانتفى عنهم الكمال ووضوح المسلك فهل نفعتهم عروبتهم ؟
من هنا يامدافعون أما يكفيكم أنكم اسلمتم أم أنكم لم تؤمنوا؟ أوماكفاكم أنكم تعربتم بالإسلام وبنيتم له وبه الصروح العالية التي عجز من يدعي العروبة حتى عن مسايرتكم في التعلم والجهاد؟! أومايكفيكم فخرا أنكم بنيتم على هذه الصحراء أمجادا قائمة على أسس الدين الحق الذي لم تعرف الدنيا مثله إلا في مكة والمدينة أيام رسول الله؟! فمن أراد أن يكون عربيا حقا فليرينا إنجازه لهذا الدين حتى يستحق العروبة.وليس رسول الله صلى الله عليه وسلم من العرب ولا للعرب ودليل ذلك قوله تعالى :" وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه " فهل ارسل رسول الله للعرب أم أنه ارسل للناس كافة ؟ ألا تعلمون أن الكفار الذين وصلتهم الدعوة مخاطبون بأحكام هذا الدين وىكفينا ان رسولنا الكريم منا لأننا نتكلم لغته ودنا بدينه ولاحاجة لنا بالعرب دونه ولاحاجة لنا بهم مادام منا ونحن قومه بدليل الآية.