كان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات رحمه الله تعالى حريصا على مناداة الرئيس الفرنسي الأسبق (جاك شيراك) إبان زيارته التاريخية لفلسطين: الدكتور جاك شيراك.. الدكتور جاك شيراك!
ظل ياسر عرفات، رحمه الله تعالى، يردد هذه اللازمة كلما أراد مخاطبة ضيفه الفرنسي المنبهر، بحصوله على شهادة لم يعمل على تحصيلها، أولا يرغب، ربما، في إضافتها لألقابه العديدة!
وبحسب علمي فإن (جاك شيراك) هو خريج المعهد العالي للدراسات السياسية (صيانس ابو) والمدرسة الوطنية للإدارة العتيدة، ولم يشتهر، يوما، لا بلقب الدكتور ولا الإداري!
والملاحظة التي خرجت بها أن لقب الدكتور عند إخواننا المشارقة يماثل لقب "العلاَّمة" عندنا! فكما أننا نطلق لقب "العلاَّمة" على كل من تستضيفه الإذاعة أو التلفزة ولو لقراءة فقرة من كتاب "بدائع الزهور"؛ فإن إخواننا المشارقة لن يناديك أحدهم، ولو كنت مثلي لا تحمل من صفات الفقيه سوى اسمك العائلي، إلا الدكتور!
تذكرت موضوع الدكتوراه و إحراجاتها وأنا أقرأ،بالأمس، ما كتبه الأستاذ محمد المنى عن "الدال الثالثة"؛ إذ أن أحد الأساتذة الأفاضل واسمه الشخصي (الدده) قد حصل، باستحقاق، على شهادة الدكتوراه، فأراد أن يقيم حفلا بالمناسبة فكتب زميل له مخبرا بالدعوة: "الأستاذ الدده يدعوكم بمناسبة حصوله على الدال الثالثة"!
محمد المختار الفقيه الفقيه