هل حلت جميع مشاكلنا، و تحققت آمالنا، و نلنا مراد الله من خلقنا، حتى نتبارز و نمتشق حسام الفتن، ويضرب بعضنا رقاب بعض، بدعوى انتماء لهذه "السلالات المتحورة" التي خرجنا من أصلابها جميعا بعربنا، و بربرنا، و زنجنا، فجئنا كما نحن اليوم: أمة امتزجت منها الدماء و تلاقحت منها الأرحام و انصهرت- بفضل الله- في بوتقة ملة جامعة و عقيدة عاصمة؟!
اتقوا الله يا أولي الألباب في هذا الشعب المسكين، فإن لديه من واقعه ما يشغله عن حزازات و نعرات استنفدت دورها في سالف أيامكم؛ فلم تغن عن أسلافكم و لن تغني عن خلفهم، الذين هم نحن، شيئا!!
و ليمسك المؤرخون الأفاضل أعنة أقلامهم عن "التبشير " بقراءاتهم التي مكانها التجريبي مخابر البحث و مدرجات الجامعات و منابر الندوات الجادة، مترفعين عن الإثارة و ركوب صهوات وسائل التواصل الاجتماعي فأغلبها قيعان جرد لا تنبت إلا الخصومات العقيمة!
القاضي محمد المختار الفقيه