فعندما يطالب بعض المنتصرين لدينهم و نبيهم بالتخلي عن الفرنسية و استبدالها باللغة الانجليزية، مثلا، أو حتى بالتمكين للغة العربية "يغمى" (بالحسانية) على هؤلاء و أولئك؛ فيخرجون بطروحات و فذلكات خارج سياق المواجهة الراهنة بين سلطة غاشمة تدعي احتكار قيم الحق و العدل، بينما تدوس على مقدسات مليار و نصف مليار مسلم بذريعة حماية "حرية" التعبير، أو بالأحرى حرية الإساءة لقيم كونية رسخها الإسلام قبل الثورة الفرنسية و قبل إعلان حقوق الإنسان!
إنهم يستحقون الشفقة حقا! فهل الفرنسية إلا لغة أجنبية كغيرها من لغات العالم، بل هي دون لغات عالمية انتشارا و نقلا للمعارف، و لم يقل أحد من دعاة التلويح بمقاطعة اللغة الفرنسية كأحد أدوات المواجهة الحضارية بتكسير أقلام من يكتبون بالفرنسية، أو بإقامة محرقة لإنتاجهم، و لا حتى بحذف الفرنسية من مناهج التعليم، إنما هي ردود أفعال طبيعية لأمة يستهزأ برسولها و تلصق تهمة الإرهاب بدينها!
فما لهؤلاء الساسة و المثقفين؟ ما لهم كيف يحكمون؟