عمل المرحوم أحمدو ولد عبد العزيز مؤسس الهيئة جاهدا عبر مد جسور التعاون بينه و نظرائه من رواد العمل الخيري على تطويع سبل مد يد العون إلى الفئات المحتاجة من أبناء شعبه في كل ربوع الوطن، و سعى في طريقه حتى سقط في ساحات الشرف مقدما روحه الطاهرة إكليلا من الحب و الكرم والعطاء، تاركا خلفه كل إغراءات الجاه والسلطة و الرفاهية، لكنه أبى إلا أن ينزل إلى الميدان ويترك بصمة خير مكلفة.. بلغت زهق روحه في زهو شبابه و في أتم صحته.
واستلمت لواء المسيرة من بعده و حرصت على صون ما وجدته من تركة المؤسس معنويا وماديا و تفرغت مجتهدا للعمل الخيري، حيث عضضت بنواجذي على تركة شقيقي وهربت بعيدا عن دروب السياسة و التخندق القبلي و الجهوي و تشهد على ذلك كل الشخصيات التي تبوأت جل المناصب السامية حاليا و سابقا، حيث قدموا العروض والصفقات و الهدايا والهبات غير أنني كنت مستشفا لما تخفيه تلك الصدور من حاجات يعقوبية قد لا تنير دروب الخير و لاتنجح أعماله.
وواصلنا انا وباقي أعضاء الهيئة تنفيذ استراتيجيات العطاء في مختلف مناحي الحياة من حفر للآبار و تشييد للمدارس و المنشآت التعليمية والصحية و التوزيعات بدءا بسيارات الاسعاف و وصولا إلى الحقائب المدرسية و الأجهزة الالكترونية الذكية و أدوات الري والتقشير ومطاحن الحبوب بالإضافة إلى التوزيعات الغذائية الموسمية و التدخلات السريعة بعد الكوارث و الجوائح وموجات الجفاف، معتمدين في كل ذلك على التمويلات التي تصل الهيئة موثقة قانونيا من نظيراتها الدولية و من السفارات و المنظمات الحكومية وغير الحكومية من مختلف بقاع العالم بالإضافة إلى سهم مالي يخصصه الوالد من راتبه الشهري تصدقا عن روح ولده المؤسس لهذه الهيئة.
و على الرغم من وضوح كل ما ذكر آنفا و على الرغم كذلك من اطلاع المرجفين على حقيقة الهيئة إلا أنهم أبوا إلا أن يجروها إلى مسلخة تصفية الحسابات التي يقيمونها مرقصا للتقرب زلفى من المجهول الذي تتربص بهم أنفاسه من وراء ستار الغموض! ما دفعهم لتسجيل ردة فعل مرتبكة وجائرة في حق هيئتنا تمثلت في اقتحام قوة أمنية لمخزن الهيئة و اختطاف محاسبها و أفراد من عمالها دون إبراز أمر مكتوب من السلطات القضائية ودون إصدار استدعاء لرئيس الهيئة ولا لأحد من مسيريها.
وهنا أعلن أنا رئيس الهيئة عن تحملي لكامل المسؤولية عن كل ممتلكات الهيئة و بحوزتي كل الأوراق والإثباتات التي تثبت مشروعية كل ممتلكات ومصادر تمويل الهيئة، و أعلن للجهات المعنية عن استعدادي للمثول أمامهم حال توفر طائرة لجلبي من المملكة الإسبانية.
و في الأخير نشجب - في الهيئة - ونندد بهذه الاعتداءات الجبانة على أعضاء الهيئة ومخازنها و التي هي مجرد ردة فعل جائرة على مرور الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز من أمام حزب سياسي تبنى طرحه و استقطب مناصريه، و لو لم يكن الأمر كذلك لكان التفتيش قد طال الهيئة سابقا لكن يستحيل أن توهموا الرأي العام أن الصدفة سادت على الموقف.
الرئيس بدر الدين ولد عبد العزيز