أن تجلسَ على كرسي السلطة سنين عدداً، رافعا أقوى شعارات الحرب على الفساد والإنحياز للفقراء، وتخرج لتُفاجئ الجميع بانك أصبحت من أغنى أغنياء بلدك، وربما أغنياء البلدان المجاورة، وأنت الفقير الذي لم يُمارس تجارة ولا عملاً مربحا يوما بشكل شرعي معروف، وكل الوظائف التي شغلت تمنع ذلك عليك منعاً مطلقاً، فأنت الفساد عينه واللصوصية في أوقح تجلياتها.
بالتأكيد فإنك لن تملك من الزهد ما يكفي لإعادة جزء ولو قليل من مال الله إلى الذين سرقتهم، لكن هل ستملك الشجاعة لدقيقة واحدة يوما وتعلن للناس عن مصادر هذه الثروة الهائلة في حجمها وتنوعها ولو بشكل كاذب؟
أي مبررٍ مهما كان، أي شيء مهما قَلّ، يُحاجّ لك به القلة الذين مازالوا لِفرطِ طيبتهم منخدعون بك.
ذ.سيدي محمد ولد محم